أضرم متظاهرون ليبيون النار، مساء الجمعة، في مقرين تابعين لكتيبة اللواء الأول مشاة وسط وغربي بنغازي (شرقي ليبيا). وقال أشرف العرفي مدير المكتب الإعلامي بكتيبة اللواء الأول مشاة، إن متظاهرين أضرموا في وقت متأخر مساء اليوم الجمعة النار في مقر الكتيبة بمنطقة "سيدي حسين" (وسط) قبل أن ينسحب منها عناصرها تحت ضغط حركة التظاهر. وأضاف العرفي أن المتظاهرين، الذين يطالبون بحل الكتائب والميليشيات المسلحة، أضرموا النار أيضا في سيارتين عسكريتين تابعتين للكتيبة. وأشار إلى أن المتظاهرين أضرموا النار أيضا في مقر تابع للكتيبة نفسها بمنطقة "البركة" (غرب) إثر انسحاب عناصر الكتيبة منها. ولفت مدير المكتب الإعلامي بالكتيبة إلى أنه لم يقع حتى الساعة 21.20 ضحايا جراء هذه الأحداث. ويأتي هذا في سياق اضطراب أمني تشهده ليبيا في عدد من مناطقها، من بينها بنغازي، نتيجة انتشار السلاح في أيدي الجماعات المعارضة والمؤيدة لنظام الحكم القائم. وأعلن نائب رئيس الوزراء الليبي عوض البرعصي، الأربعاء الماضي، أن الحصيلة النهائية للمواجهات التي وقعت السبت الماضي بين متظاهرين مسلحين وقوات تابعة للجيش في مدينة بنغازي، هي 35 قتيلا وأكثر من 150 جريحا، مؤكدا أن بنغازي تعاني حاليا من "فراغ أمني". ووقعت اشتباكات ليل السبت – الأحد الماضي بين قوات درع ليبيا التابعة للجيش ومتظاهرين مسلحين في بنغازي يعتقد أنهم مؤيدون للفيدرالية في البلاد. وتعد بنغازي ثاني أكبر المدن في ليبيا، وتعج بالسلاح وبالجماعات المسلحة، وشهدت مؤخرا هجمات على مصالح ومقار مؤسسات أجنبية، كان أبرزها الهجوم على السفارة الامريكية في سبتمبر/أيلول الماضي، ما أسفر عن مقتل السفير كريس ستيفنز وثلاثة أمريكيين اخرين. وتجري السلطات الليبية تحقيقات للكشف عمن يقف وراء الهجوم على معسكر قوات درع ليبيا ، حسب البرعصي. وكان المؤتمر الوطني العام (البرلمان المؤقت) قد قبل الأحد الماضي استقالة اللواء يوسف المنقوش رئيس الاركان الليبي، وكلف اللواء القنيدي بمهامه على خلفية الاحداث في بنغازي. والثلاثاء أعلن اللواء سالم القنيدي رئيس أركان الجيش الليبي المؤقت، في مؤتمر صحفي ببنغازي، أنه أصدر أمرا بإلغاء جميع التراخيص السابقة للتشكيلات المسلحة الثورية بالبلاد. وقال القنيدي إنه سيعمل على "دمج الثوار في الجيش والشرطة"، وناشد الحكومة التدخل لدمجهم في باقي المؤسسات الليبية.
