رفض طارق التهامي عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، العرض الذي نادي به احد اعضاء حزب النور السلفي بشأن الموافقة علي التحالف مع الليبراليين شريطة تنازل الليبراليين عن الدولة المدنية، قائلا" نحنا كحزب ليبرالي ليس لدينا مانع للتحالف معهم ولكن بشرط تنازل التيارات الاسلامية عن الدولة الدينية". وقال التهامي في تصريح خاص لموقع " صدي البلد" ان مصر دولة مدنية لمن يريد ان يفهم ولمن يرغب في تجاوزها لهذه المحنة ولمن يريد ان يجعلها تعبر للمستقبل، مؤكدا ان اي طرح اخر بديل لمدنية الدولة هو امر غير مقبول. ودلل التهامي علي صحة كلامه بقدرة الدولة المدنية على استيعاب كافة التيارات السياسية من ليبراليين واسلاميين واشتراكيين، في حين لا تستوعب الدولة الدينية سوي الاسلاميين فقط، قائلا " وهذا يعني انهم ليس لديهم أي استعداد لتقبل الاخر". وأضاف التهامي ان نقد الاحزاب الدينية لمفاهيم الليبراليين هو امر اعتادت عليه القوي الليبرالية منذ القدم، قائلا "اعتدنا من الاحزاب الدينية التناقض في تصريحاتهم، فأحدهم يقول كلاما وقيادات الحزب تقول كلاما اخر، احدهم يغازل الليبراليين واخر ينقدهم، وللاسف هذه التناقضات في السياسة امر غير مقبول". وعن سبب اهتمام التيارات الدينية بالتحالف مع الليبراليين رغم حصولهم علي اغلبية البرلمان القادم، قال التهامي ان التيارات الدينية تعي عدم مقدرة حزب او تيار سياسي لادارة البلاد بمفرده، فلابد من توافق وطني تشارك فيه جميع القوي السياسية، مشيرا الي ان الوقت مازال مبكرا لمناقشة هذه الامور، مضيفا بعدم اتفاق القوي السياسية علي شكل الحكم ان كان رئاسيا او برلمانيا، اضافة الي وضع الدستور ومواده. وأشار التهامي الي تكفير التيارات الدينية للليبراليين، مستشهدا بما حدث مع احمد لطفي السيد في الثلاثينيات عندما وصف نفسه بالديمقراطي، واستخدام التيارات الدينية لمفهوم الديمقراطي لتكفيره، قائلا " ايام لطفي السيد قالوا للناس ده والعياذ بالله ديمقراطي"، وعقد لطفي بعدها مؤتمرا انتخابيا فسأله الناس هل انت والعياذ بالله ديمقراطي؟ فأجابهم نعم انا ديمقراطي، فانهالوا عليه بالضرب الي ان دخل المستشفي".