في إطار سعي مصر الدائم، للدفاع عن فلسطين الشقيقة، استضاف الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس كلا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والملك عبدالله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية، في قمة ثلاثية بهدف تكثيف التنسيق تجاه مستجدات القضية الفلسطينية. واستعرضت القادة خلال القمة، الاتصالات والتحركات الأخيرة التي قامت بها البلدان الثلاثة على المستويين الإقليمي والدولي، والهادفة لإيجاد أفق سياسي حقيقي لإعادة الجهود الفاعلة لحل الصراع القائم بين فلسطين وإسرائيل طبقا لمبدأ حل الدولتين. وأكد الرئيس السيسي والملك عبد الله الثاني، على مركزية القضية الفلسطينية، وأنها القضية العربية الأولى، وعلى مواقف مصر والأردن الثابتة في دعم الشعب الفلسطيني الشقيق وحقوقه المشروعة في إقامة دولته على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدسالشرقية، ووفقا لقواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية. وأشاد القادة، بالجهود التى تبذلها مصر لتثبيت الهدنة، والسعي ل إعادة إعمار غزة، ودعوا المجتمع الدولي لبذل جهوده لتخفيف الأزمة الإنسانية في غزة، عبر المشاركة في جهود الإعمار وحث إسرائيل على التجاوب مع الاحتياجات الأساسية والإنسانية لأهل القطاع. العاهل الأردني يغادر القاهرة بعد حضور القمة المصرية - الفلسطينية وخلال السطور التالية، يستعرض "صدى البلد"، الجهود التى بذلتها مصر خلال السنوات الماضية لدعم القضية الفلسطينية والدفاع عنها، بجانب تحقيق المصالحة بين أبناء الشعب الفلسطيني. المصالحة الفلسطينية منذ تولي الرئيس السيسي المسؤولية عام 2014، وكانت القضية الفلسطينية بارزة وعلى رأس أولوياته، ومركزية بالنسبة للقيادة السياسية، وفي هذا الإطار بذلت القاهرة العديد من الجهود لتحقيق المصالحة الفلسطينية، وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني، وقد استضافت القاهرة العديد من اللقاءات والوفود الفلسطينية للوصول إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية وتهيئة الأجواء لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية الفلسطينية. العدوان الأخير على غزة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة من العام العام الجاري، والذي استمر 10 أيام من القصف المتواصل لتدمير القطاع خلال شهر مايو الماضي، بذلك مصر العديد من الجهود لوقف إطلاق النار، بجانب الجهود الإنسانية التي قدمتها من خلال فتح معبر رفح لاستقبال الجرحى والمصابين، وتقديم المساعدات الغذائية والطبية للشعب الفلسطيني في القطاع. وتعمل القاهرة في هذا الإطار من خلال اتصالات الرئيس السيسي المتواصلة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن، وتحركات الأجهزة الامنية المصرية لتثبيت وقت إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية والجانب الإسرائيلي. عباس كامل في الأراضي الفلسطينية وفي هذا الشأن زار اللواء عباس كامل رئيس جهاز المخابرات المصرية على رأس وفدا أمنيا وبتوجيهات من الرئيس السيسي فلسطين، وحضر عدد من اللقاءات من القيادة الفلسطينية وقادة حركة حماس لمتابعة تثبيت وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية والقوات الإسرائيلية بعدما التقى بيني جانتس وزير الدفاع الإسرائيلي، ولحق تلك الزيارة، زيارة أخرى لوزير الخارجية سامح شكرى إلى رام الله، ثم توجه بعدها إلى عمان. بناء على تكليف الرئيس السيسي.. عباس كامل يلتقي أبو مازن وبينيت لدعم التهدئة جهود إعادة الإعمار استغلت القاهرة العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، لإعادة القضية الفلسطينية لبؤرة الاهتمام العالمي والأجندة الدولية، ودفع الإدارة الأمريكية بقيادة جو بايدن إلى إيلاء ملف عملية السلام أهمية كبيرة بعد أن كانت على وشك النسيان، وقرر الرئيس السيسي وقتها عن تقديم مصر مبلغ 500 مليون دولار كمبادرة مصرية تخصص لصالح عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة نتيجة الأحداث الأخيرة، مع قيام الشركات المصرية المتخصصة بالاشتراك في تنفيذ عملية إعادة الإعمار. اتصال الرئيس بايدن وفي اعقاب تلك الأزمة تلقى الرئيس السيسي اتصالا هاتفيا من نظيره الأمريكي جو بايدن في 24 مايو الماضي، للتباحث حول مستجدات القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام، ودعم تثبيت هدنة وقف إطلاق النار التي تم التوصل إليها بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بوساطة مصرية، وكذلك الجهود الدولية الرامية لإعادة إعمار غزة وتقديم المساعدات الإنسانية. زيارة مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية وفي 15 أغسطس الماضي، استقبل الرئيس السيسي، ويليام بيرنز، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، بحضور اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة، وكذلك السفير جوناثان كوهين السفير الأمريكي بالقاهرة. وتباحث الأطراف حول سبل تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي بين البلدين تجاه مختلف القضايا ذات الصلة، وتبادل وجهات النظر بشأن المستجدات المتعلقة بعدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصةً القضية الفلسطينية وملف سد النهضة، والأزمة الليبية.