وصل رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، إلى الجزائر، لأول مرة منذ توليه المنصب، في زيارة لبحث ملفي المصالحة والأمن. وهذه أول زيارة للمنفي إلى الجزائر قادماً إليها من جمهورية الكونغو برازافيل، حيث كان في استقباله بمطار "هواري بومدين" الدولي بالعاصمة الجزائرية رئيس الوزراء أيمن بن عبد الرحمن ومدير ديوان الرئاسة الجزائرية نور الدين بغداد، ووزير الداخلية كمال بلجود، بحسب "العين" الإخبارية.
وكانت الرئاسة الجزائرية أعلنت في بيان مساء أمس أن زيارة رئيس المجلس الرئاسي الليبي التي تدوم يومين، تأتي في إطار مواصلة التعاون وتأكيدا على متانة علاقات الأخوة بين الشعبين الشقيقين.
وعشية زيارة المنفي للجزائر، أكدت نجوى وهيبة المتحدثة باسم المجلس الرئاسي في ليبيا على الدور الإيجابي الذي يمكن أن تلعبه الجزائر في دعم المصالحة بين الليبيين بالنظر إلى تجربة الجزائر الرائدة في هذا المجال.
وفي تصريح للإذاعة الجزائرية الرسمية، اعتبرت المسئولة الليبية أن الجزائر اتخذت موقفاً يتسم بالحكمة والرزانة خلال فترة المعارك الأخيرة، ومثل هذا الموقف يجعلها تحظى بمكانة متميزة في علاقاتها مع ليبيا، مشيرة إلى عدم انقطاع الاتصالات السياسية بين البلدين أبدا ومنها زيارة وزير الخارجية السابق صبري بوقدوم ولقاؤه برئيس المجلس الرئاسي، وكذا الزيارة الأخيرة لرئيس حكومة الوحدة الليبية (عبد الحميد دبيبة) إلى الجزائر برفقة عدد من الوزراء، وهو ما سيفتح مزيدا من الآفاق للتعاون الاقتصادي بين البلدين.
وعقب تسلمه مهامه، مطلع الشهر الحالي، جدد وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة موقف بلاده الداعم لجهود الأممالمتحدة واستعدادها التام لإنجاح مشروع المصالحة الوطنية في ليبيا بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي. خبير يكشف تفاصيل استغاثة عمال سودانيين في ليبيا فيروس كورونا يضرب بعثة الجزائر في أولمبياد طوكيو وكان يان كوبيش المبعوث الأممي في ليبيا من أوائل المسئولين الدوليين الذين هاتفهم لعمامرة لبحث تطورات العملية السياسية في ليبيا وإيجاد مخرج ينهي الأزمة في هذا البلد العربي والأفريقي.
الهاجس الأمني
ولم يستبعد متابعون لزيارة رئيس المجلس الرئاسي الليبي الأولى للجزائر، أن يطغى الملف الأمني على مباحثات محمد يونس المنفي مع المسئولين الجزائريين على رأسهم رئيس البلاد عبد المجيد تبون.
ورأى مراقبون أن حديث الرئاسة الجزائرية عن مواصلة التعاون يؤكد "المرحلة الجديدة في علاقات البلدين التي أُعلن عنها خلال زيارة الدبيبة نهاية مايو الماضي، التي تم خلالها إعادة ترتيب أوراق العلاقات بين البلدين بأفرعها الأمنية والسياسية والاقتصادية".
واتفق الجانبان في تلك الزيارة على تأمين الحدود المشتركة من الخطر الإرهابي المتنامي، وخروج المرتزقة من الأراضي الليبية ومكافحة الجريمة العابرة، ودعوة الطرف الليبي لنظيره الجزائري للمشاركة في المصالحة بين الليبيين، بالإضافة إلى تركيز الجزائر وليبيا على تجديد تعاونهما الاقتصادي، من خلال فتح المعابر الحدودية المشتركة بين البلدين، ورفع مستوى التبادل التجاري.