حذرت الأممالمتحدة اليوم الأربعاء، من اقتراب حدوث العديد من الكوارث في جميع أنحاء العالم بسبب تفاقم أزمة تغير المناخ، وذلك على مدار الثلاثين عاماً المقبلة. ووفقا لمسودة تقرير حصلت عليها وكالة الصحافة الفرنسية "فرانس برس" صادرة عن مستشارين الأممالمتحدة لشؤون المناخ فإن تغير المناخ سيغير شكل الحياة علي الأرض في العقود القادمة حتي لو تمكن البشر من السيطرة علي انبعاثات الغاز المسببة للأحتباس الحراري. وأدت التغيرات المناخية الي انقراض أنواع من الكائنات وانتشار الأمراض والأوبئة وتهديد المدن بسبب ارتفاع منسوب البحار وغيرها من الكوارث، التي قد تؤدي إلي تهديد الحياة علي كوكبنا. قرار جمهورى بتعيين السفير أسامة محمود ممثلا دائما لمصر لدى الأممالمتحدة دراسة: تغير المناخ يتسبب في 37% من وفيات ارتفاع الحرارة على مستوى العالم وتقول اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في مسودة تقرير اطلعت عليها وكالة "فرانس برس"، إن الخيارات التي تتخذها المجتمعات الآن ستحدد ما إذا كان جنسنا سينمو ببساطة مع تطورات القرن الحادي والعشرين أم لا. لكن العواقب الخطيرة أقرب مما كان يُعتقد، والعواقب الوخيمة الناجمة عن عقود من التلوث الكربوني الجامح لا مفر منها على المدى القصير. "الأسوأ لم يأت بعد، حيث يؤثر على حياة أطفالنا وأحفادنا أكثر بكثير من حياتنا". إلى حد بعيد، يعد التقرير بمثابة "كتالوج شامل" تم تجميعه حول كيفية تغير المناخ لعالمنا، حيث يشبه التقرير لائحة اتهام من 4000 صفحة حول طبيعة إدارة البشرية للكوكب. لكن الوثيقة المصممة للتأثير على القرارات السياسية الحاسمة، حيث يقول بعض العلماء إنه ليس من المقرر إصدارها حتى فبراير 2022 - أي بعد فوات الأوان بالنسبة لقمم الأممالمتحدة هذا العام بشأن المناخ والتنوع البيولوجي وأنظمة الغذاء. ورداً على تقارير وكالة "فرانس برس"، أصدرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ بياناً، قالت فيه إنها "لا تعلق على محتويات مسودات التقارير بينما لا يزال العمل جارياً". وتأتي مسودة التقرير بالتزامن مع "صحوة بيئية" عالمية، وهي بمثابة أختبار واقعي لعدد كبير من الوعود غير المحددة والصفرية التي لم يدخل أي منها حيز التنفيذ من قبل الحكومات والشركات في جميع أنحاء العالم. كما تشير المسودة إلى أن التحديات التي يسلط الضوء عليها، هي جزء من نسيج الحياة اليومية، كما أنها غير عادلة للغاية، إذ يوضح التقرير أن الأقل مسؤولية عن الاحتباس الحراري سيعانون بشكل غير متناسب. ويظهر التقرير أنه حتى مع إطلاق كميات قياسية من غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، "فإننا نقوض قدرة الغابات والمحيطات على امتصاصها ، وتحويل أعظم حلفائنا الطبيعيين في مكافحة الاحتباس الحراري إلى أعداء". ويحذر التقرير من أن الصدمات المناخية الرئيسية السابقة غيرت البيئة بشكل كبير وقضت على معظم الأنواع، مما أثار تساؤلًا حول ما إذا كانت البشرية تزرع بذور زوالها. ويقول التقرير إنه:"يمكن للحياة على الأرض أن تتعافى من تحول جذري في المناخ من خلال التطور إلى أنواع جديدة وإنشاء أنظمة بيئية جديدة". وهذا يؤدي إلي عواقب لا رجعة فيها. ويوجد ما لا يقل عن أربع ملاحظات رئيسية في مسودة التقرير، والتي قد تخضع لتغييرات طفيفة في الأشهر المقبلة حيث تحول الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ تركيزها إلى ملخص تنفيذي رئيسي لصانعي السياسات: الأول هو أنه مع ارتفاع درجة حرارة 1.1 درجة مئوية حتى الآن، فإن المناخ يتغير بالفعل. قبل عقد من الزمن، اعتقد العلماء أن الحد من الاحتباس الحراري إلى درجتين مئويتين فوق مستويات منتصف القرن التاسع عشر سيكون كافياً لحماية مستقبلنا. تم تكريس هذا الهدف في اتفاقية باريس لعام 2015، التي تبنتها ما يقرب من 200 دولة تعهدت بشكل جماعي بوضع حد للاحترار عند "أقل بكثير" من درجتين مئويتين - و 1.5 درجة إن أمكن. وفقًا للاتجاهات الحالية، فإن العالم يتجه نحو ثلاث درجات مئوية في أحسن الأحوال، ولذلك هناك تحذيرات للأستعداد، ويجب على العالم مواجهة هذا الواقع. ويحذر التقرير من أن "المستويات الحالية للتكيف لن تكون كافية للاستجابة لمخاطر المناخ المستقبلية". ووفقا للسيناريو الأكثر تفاؤلا، فإن حتى توقعات العلماء لنصف القرن الجاري بشأن حد الدرجتين المؤيتين، لن تجعل هذا الهدف في المتناول. فمن المرجح أن يواجه عشرات الملايين من الأشخاص الجوع المزمن بحلول عام 2050، وقد يعاني 130 مليونًا آخرين من الفقر المدقع في غضون عقد من الزمن إذا سمح لعدم المساواة بالتفاقم. في عام 2050 ، ستشهد المدن الساحلية الواقعة على "خط المواجهة" لأزمة المناخ مئات الملايين من الناس معرضين لخطر الفيضانات وتزايد العواصف المتكررة للعواصف التي ستصبح أكثر فتكًا بسبب ارتفاع منسوب مياه البحار. سيتعرض حوالي 350 مليون شخص آخرين يعيشون في المناطق الحضرية لندرة المياه من الجفاف الشديد عند 1.5 درجة مئوية من الاحترار - 410 ملايين عند درجتين مئويتين. ستعني هذه الدرجة الإضافية أن 420 مليون شخص يتعرضون لموجات حر شديدة ومميتة. يحذر التقرير من أن "تكاليف التكيف لأفريقيا من المتوقع أن تزداد بعشرات المليارات من الدولارات سنويًا مع ارتفاع درجة حرارة أعلى من درجتين". وهذا قد يؤدي إلي نقطة اللاعودة، لذلك يحدد التقرير خطر التأثيرات المركبة والمتتالية، جنبًا إلى جنب مع عتبات نقطة اللاعودة في النظام المناخي المعروفة باسم "نقاط التحول"، والتي بالكاد بدأ العلماء في قياسها وفهمها. لقد تم الآن تحديد عشرات أسلاك التعثر في درجات الحرارة في النظام المناخي من أجل حدوث تغيرات كارثية لا رجعة فيها. أظهرت الأبحاث الحديثة أن ارتفاع درجة الحرارة بمقدار درجتين مئويتين يمكن أن يدفع ذوبان الصفائح الجليدية فوق جرينلاند وغرب القطب الجنوبي - بما يكفي من المياه المجمدة لرفع المحيطات 13 مترًا (43 قدمًا) - بعد نقطة اللاعودة. يمكن أن تشهد نقاط التحول الأخرى أن حوض الأمازون يتحول من الغابات الاستوائية إلى السافانا، مما يؤدي إلى مزيد من الاحترار. ولذلك يجب القيام بتغييرات جذرية بسبب ورود القليل جدًا من الأخبار الجيدة في التقرير، لكن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ تشدد على أنه يمكن فعل الكثير لتجنب السيناريوهات الأسوأ والاستعداد للتأثيرات التي لم يعد من الممكن تجنبها، التي تمثل النتيجة النهائية. ويقول التقرير إن استعادة النظم البيئية للكربون الأزرق، من غابات عشب البحر وغابات المنجروف، يعززان مخزونات الكربون ويحميان من هبوب العواصف، فضلاً عن توفير وسائل الحياة البرية وسبل العيش الساحلية والأمن الغذائي. و يحذر التقرير من أن مجرد الإسراف في استخدام البديل الغاز- متمثلا في سيارة تسلا أو زراعة مليارات الأشجار لتعويض العمل كالمعتاد، لن يقطعها. ويوضح التقرير:"نحن بحاجة إلى تغيير جذري يعمل على العمليات والسلوكيات على جميع المستويات: الأفراد والمجتمعات والأعمال التجارية والمؤسسات والحكومات، ويجب أن نعيد تحديد أسلوب حياتنا وأستهلاكنا لموارد كوكبنا".