استنقذنا الخال عبد الرحمن الابنودي وزميله الشاعر الجميل نادر عبدالله في ليلة حب رائعة, استضاف خلالها مسرح الجلاء للقوات المسلحة الاوبريت الغنائي "حبيبي يا وطن", هدية من جامعة المستقبل الي القوات المسلحة في احتفالية جميلة, شهدها الفريق اول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة وجمع من الادباء والاعلاميين والمثقفين المهمومين بوطنهم, استنقذنا الخال عبد الرحمن وزميله نادر في هذا الاوبريت من ايام كئيبة تتكرر مآسيها, يملؤها الاحباط والقلق علي مصير وطن يكاد ينصرم من بين ايدي ابنائه, لينقلنا الي حالة جديدة مغايرة, مفعمة بالقوة والامل والبهجة واليقين بأن مصر أبدا لن تضيع, وانها مهما كابدت واظلمت لياليها هي مصر التي كتبت التاريخ وصنعت الحضارة, واستحقت ان تكون ام الدنيا لانها علمت أبناءها الشهامة والرجولة والرضا بالمقسوم, والنهوض بالواجب, والغضب من اجل الكرامة, والتضحية والفداء كي تبقي مصر ابدا بهية الطلعة, خيرة مثل نيلها العظيم, حنونا كشمس الشتاء, صلدة كصخر اسوان, آمنة بإذن الله بفضل تضحيات ابنائها خير جند الارض. لعب الفنان الكبير احمد بدير باقتدار دور الشاعر الراوي, يتحلق حوله مجموعة من الشباب تساعده علي استدعاء مكنون ذكرياته التي هي ذكريات كل مصري, في الحرب والغربة وغدر العدو وشقاء الايام ولوعة الفراق والحب, وأدي الفنانون مدحت صالح ولطيفة وحكيم وامال ماهر ونبيل شعيل ومحمد فؤاد وهاني شاكر حسب "الظهور علي المسرح" اغنيات جميلة المعني والمغزي عذبة الكلمات روت عطش الجميع الي حب مصر, واخذتهم الي حالة وجد وحماس وتصوف, ونجح المخرج خالد جلال في نقل جمهور مسرحه الي حالة جديدة من البهجة والتفاؤل والثقة في الغد, ساعده علي ذلك حسن تحريكه للمجموعات وهي ترسم لوحات راقصة, يزيد من جمالها ملابس الراقصين والراقصات بالوانها المصرية الزاهية ورموزها الشعبية والفرعونية المنتقاة بعنايه ودراسة, وعندما انتهي العرض تحولت قاعة المسرح الي كتلة مشاعر وطنية يهزها طوفان حب وحماس غامر, تهتف, الشعب والجيش يد واحدة, وتحت ضغوط هذه المشاعر الفياضة لم يجد الفريق السيسي بدا من ان يرد في كلمات مقتضبة مشحونة بالصدق "لا تقلقوا علي مصر, مصر بخير لان هؤلاء الجنود قادرون علي افتداء وطنهم", تحية للقوات المسلحة في عيد تحرير سيناء, وتحية لابطالها من الضباط والجنود, وتحية لنجوم هذه الليلة الجميلة. نقلا عن الاهرام اليومى المزيد من أعمدة مكرم محمد أحمد