قال الشيخ الدكتور فيصل غزاوي، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يأمر الناس ويوصيهم بسؤال العافية، وكان صلى الله عليه وسلم يدعو بالعافية في الصلاة وغير الصلاة. اقرأ أيضًا.. خطيب المسجد الحرام يصف 30 مشهدا من أهوال يوم القيامة بالتفصيل وأوضح «غزاوي» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أنه في الصلاة كان يدعو -صلى الله عليه وسلم- في الجلسة بين السجدتين فيقول: «اللهم اغفر لي وارحمني، وعافني واهدني وارزقني»، ومن أدعية قنوت الوتر التي علمها النبي صلى الله عليه وسلَّم للحسن رضي اللهُ عنه: «اللهم اهدني في من هديت، وعافني في من عافيت». وتابع: وكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم سنةٌ ثابتة كل يوم وليلة في طلب العافية من الله وعندما يستيقظ المسلم من نومه يقول: "الحمد لله الذي رد عليّ روحي، وعافاني في جسدي، وأذن لي بذكره"، ويسنّ الدعاء بالعافية للأموات كذلك، فمن دعائه صلى الله عليه وسلم في الصلاة على الميت: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ له وَارْحَمْهُ وَعَافِهِ وَاعْفُ عنْه». وأضاف: وعند زيارته صلى الله عليه وسلم القبورَ كان يقول: «السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله اللاحقون، أسأل الله لنا ولكم العافية»، ومما تعوذ منه صلى الله عليه وسلم تبدل العافية فكان يقول «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ». ونبه إلى أن أهم ما يحتاجه المسلم بعد الإيمان واليقين هي العافية فلا غنى له عنها أبدًا؛ فهي من أجلّ نعم الله على عبده وأجزل عطاياه وأوفر منحه؛ فلا عجب أن يكثر صلى الله عليه وسلم من سؤال الله العافية، فمن دعائه صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ مَتِّعْنِي بِسَمْعِي وَبَصَرِي حَتَّى تَجْعَلَهُمَا الْوَارِثَ مِنِّي، وَعَافِنِي فِي دِينِي وَجَسَدِي» . وأشار إلى أنه لولا منة الله بالعافية لتنغص على العبد عيشه وتكدرت حياته، ولما استقامت ولفسدت، والمؤمن مع العافية يستشعر ما هو فيه من النعم ولا يزدري شيئًا منها، فيلهج لسانه دائمًا بحمد الله أن عافاه حتى لو فاته من الدنيا ما فاته. وأشار إلى أنه ما أكثر نعم الله سبحانه وتعالى علينا وإحسانه إلينا إذ أفاض نعمه بلا عدّ ولا حدّ، فقال تعالى: «وأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً..» وقال سبحانه: «وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا»، وإن من النعم التي قد لا يشعر بها كثير من الناس ولا يقدرونها قدرها نعمة العافية، وما أدراك ما نعمة العافية فكم من إنسان يرفل في ثوب العافية، ويتنعم بنعم وافرة لكنه لا يشكر من أسداها إليه بل ينسى المنعم بها عليه.