هل نحن شعب ساذج سئ الحظ ينخدع فى الشعارات البراقة والكلمات الرنانة والوعود الخرافية أم ماذا يحدث فى وطن ثار لينتصر على الظلم ويعيد بناء وطن لم ينهار فى السابق ولكنه عانى من أمراض السلطة المزمنة وغياب الأخلاق والشفافية والعدل والمساواة وصار وطنًا مهزوم شعبه يعيش اليأس والفقر وفقدان الأمل فى المستقبل فهل قدمت الثورة جديدا للفقراء والكادحين والعاطلين وهل حاول الرئيس المنتخب المسلم رسم خريطة جديدة للقضاء على أمراض النظام السابق لينقذ المصريين من أمراضهم وكوابيسهم اليومية أم ماذا؟. هل كنا ننتظر من الرئيس أن يتجاهل أهداف ومبادئ الثورة المصرية ويتناسي الفقراء والعاطلون وأطفال الشوارع ويتفرغ لشئ واحد هو التمكين من السلطة والقضاء على معارضية وإدخال البلاد فى حرب تكسير العظام بين النظام ومعارضية وكلاهما يريد الصعود على حساب الآخر حتى لو احترق الوطن كله . هل كنا ننتظر من الرئيس الذى يملك التشريع أن يتجاهل سن عدة تشريعات فى مجال العدالة الاجتماعية لينقذ أجيالا كثيرة سقطت فى بحور البطالة ونهشها سرطان الفقر وفقدان الأمل فى المستقبل ولماذا لم يصدر عدة قرارات أو قوانين حول تحديد سن المعاش لموظفى الدولة جميعآ فلا فرق بين وزارة وأخرى ولماذا لم يحدد قوانين واضحة للتعيينات والترقيات داخل أجهزة الدولة والسؤال هنا: كيف ستحكم المصريين وأنت تمارس ضدهم العنصرية الاجتماعية؟. هل كنا ننتظر من الرئيس أن يشارك فى جريمة إفقار المصريين عبر رفع أسعار السلع والخدمات عليهم مثل فواتير المياة والكهرباء والاتصالات وسلسلة قرارات رفع الضرائب على الشعب الفقير، بالإضافة إلى عدم السيطرة على الأسواق فلا توجد قواعد واضحة لتحديد الأسعار والحد من جشع التجار وعدم وجود رقابة حقيقية على جودة المنتجات الموجودة فى الأسواق المصرية . هل كنا ننتظر من الرئيس أن يمارس سياسة الاستحواذ على السلطة وتمكين فصيلة السياسي وهو جماعة الإخوان المسلمين من كل مفاصل الدولة فأين المشاركة الوطنية فى إنقاذ مصر بعد ثورتها المجيدة؟ وهل يعتقد أن سياسات التمكين الإخوانية ستنجح فى قيادة البلاد وعبور أزماتها المختلفة ولماذا لا تطبق القواعد الإسلامية فى تولى المناصب من خبرة وكفاءة ووطنية حتى نستطيع إصلاح ما أفسدته الأنظمة السابقة. هل كنا ننتظر من الرئيس أن يشارك فى جريمة تفكيك مؤسسات الدولة بصمته عن تحقيق العدل والانضباط داخل المؤسسات وتركه مؤيديه يسهمون فى تشويه مؤسسات مصرية وطنية مثل الجيش والقضاء والشرطة والمخابرات وغيرها وهل يدرك أن تفكيك تلك المؤسسات سيجعل مصر مثل العراق وطن يتحول لمناطق منعزلة تحكمها مجموعات سياسية أو دينية مسلحة . هل كنا ننتظر من الرئيس أن يتجاهل الشباب المصري الذى قام بالثورة التى جعلت منه رئيسًا لأكبر وطن فى العالم العربي فهو لم يشركهم فى إدارة شئون البلاد ولم يدمجهم فى الحياة السياسية ولم يعمل على استقطابهم والاستعانة بحماسهم ورغبتهم فى تطوير مصر بالعكس هو يمارس معهم سياسة إقصاء واضحة جدًا ويؤمن أن دولة العواجيز قادرة على استمراره فهم يخشون الشباب الذى لم يتقن خداع وزيف السياسة وصفقاتها القذرة ويعلمون أن الشباب هم الخطر الحقيقي عليهم . الأخطاء كثيرة ومتعددة والرئيس يبدع فى الفشل واستعداء قطاعات كبيرة فى مصر.. فماذا ننتظر منه بعد كل هذا؟ المزيد من أعمدة ايهاب العزازى