بدأ الدكتور أحمد عمر هاشم، أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية وعضو هيئة كبار العلماء، خطبته بالصلاة والسلام على رسول الله الكريم ثم بدأ يعدد نعم الله تعالى علينا قائلا: "نعمة الإسلام أولى نعم الله علينا ويليها الأمان والرخاء التي ينزلها الله تعالى على من اتقى". وشدد الشيخ، في خطبته بالمنطقة العسكرية المركزية بالعباسية، على أن "الشعور بالخوف هو مقابل لنعمة الأمان، وذلك حتى نقدر قيمة الأمان ونسير على دربها". ثم توجه بحديثه إلى أبناء مصر وأبناء القوات المسلحة قائلا: "لنا في القرآن الكريم ذكر لمصر ووعد بالأمان لها مما يطمئن القلوب حين يقول الله تعالى "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين". وأضاف الشيخ: "القوات المسلحة منطلقة في خطاها يوم كرمت شهداءها ويوم كرمت المجاهدين الأبرار الذين عرفوا طريق الجنة مما جعلهم يخلصون في عملهم ويسعون إليها"، مؤكدا أن الجهاد هو الدفاع عن الدين والأرض والعرض وتحقيق الأمان الذي ننشده ووعدنا الله به. ودعا الخطيب، المصريين إلى الاقتداء بالرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) بأن يعيشوا متحابين محققين العدالة فيما بينهم، واستشهد بالرسول حيث كان (صلى الله عليه وسلم) يحقق العدالة ويطبقها على نفسه وأهل بيته أولا وبقوله: "أطيعوني ما أطعت الله"، وبالصحابي الكريم عمر بن الخطاب حيث كان يطبق العدالة فاستجابت له الأمة. وأكد الشيخ أن "مصر تعيش مرحلة من حياتها تشهد فيها تحولا تاريخيا، ونرجو الله أن يسدد الخطى وأن يُمكن لهذا الوطن أداء رسالته العالمية لأن على مصر واجبا هاما"، مستشهدا بقول لأحد المؤرخين، حيث قال:" من لم يذهب إلى مصر ما رأى مجد الإسلام لأنه لم ير الأزهر"، وتابع:" ففي مصر الأزهر والقوات المسلحة الذين دافعوا عن العالم بأسره، حيث ردوا هجمة التتار والصليبيين والهجمات المعادية الأخرى وساروا حمى الوطن". كما شدد على أن "جميع المصريين ينشدون الأمن والأمان"، ودعا الأمة لتوحيد كلمتها وأن "تنأى بنفسها عن التباغض والتحاسد وتستمع للرسول (صلى الله عليه وسلم) بأن نكون "عباد الله إخوانا" وأن نكون على قلب رجل واحد كما أوصانا، فمصر في شد الحاجة إلى توحيد صفوفها وترك التشرذم لنعيش أحبه متفاهمين متعاونين على البر والتقوى وليس على البر والعدوان". وختم الشيخ خطبته بالدعاء لمصر وللوطن العربي قائلا: "اللهم انصر أمتنا ومصر واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا.. اللهم وفق الراعي والرعية.. اللهم وحد بين الأمة الإسلامية".