* الأوبئة تضرب اليمن رغم الحروب * كورونا يقتحم اليمن ويخلف ضحايا * الكوليرا وحمى الضنك والسل يفتكون باليمنيين تشهد اليمن، تفشيًا مخيفًا للأمراض والأوبئة، والتي باتت تهدد حياة اليمنيين، وسط تحذيرات دولية من تدهور الأوضاع الصحية في بلدِ أكثر من نصف مرَافقه الصحية لا تعمل، وثلثا السكان بحاجة لرعاية صحية، وفقًا لأحدث البيانات. كورونا وسجلت اليمن أول إصابة بفيروس كورونا المستجد في اليمن بمحافظة حضرموت، جنوبي البلاد. وبعيد اكتشاف الحالة، أصدر محافظ حضرموت فرج البحسني، تعميما عاجلا باتخاذ إجراءات احترازية سريعة ومشددة في المحافظة المطلة على بحر العرب. وتم إغلاق الأسواق العامة والمساجد، ومنع التجمعات في المكلا وغيل باوزير وبقية مديريات حضرموت كإجراء احترازي، بالإضافة إلى حظر التجوال في جميع المديريات من السادسة مساء إلى السادسة صباحا من كل يوم، بصورة دائمة. وبدأت السلطات حملة لتعقيم الأماكن العامة والشوارع والأسواق العامة من قبل صندوق النظافة، مع الاستعانة بسيارات المطافي للرش والتعقيم أثناء حظر التجوال في المديريات الشرقية. الكوليرا وعانى اليمن من الانتشار الثالث لوباء الكوليرا، الذي يسبب إسهالًا حادًا يمكن أن يودي بحياة المريض خلال ساعات إذا لم يتلق الرعاية الصحية اللازمة، ويعتبر الأسوأ في التاريخ. قالت الأممالمتحدة إن المرض ينتشر كالنار في الهشيم، ومن ضمن ضحاياه طبيب يمني يدعى "محمد عبدالمغني"، عمل في مكافحته بمركز مؤقت لعلاج حالات الإسهال في فناء مستشفى بصنعاء ومات وهو يواجه "الطاعون". مطلع العام الماضي، نشرت دراسة لباحثين في معهد "ويلكام سانجر" البريطاني ومعهد "باستور" الفرنسي، توصلوا فيها إلى أن سلالة الكوليرا التي تفشت في اليمن، جاءت من شرق أفريقيا، ويرجح أنها وصلت عن طريق المهاجرين. والأخطر هو تطور مقاومة بكتيريا الكوليرا لعدد ست عائلات من المضادات الحيوية، بحسب تقرير رسمي صدر عن المركز الوطني لمختبرات الصحة العامة بصنعاء، في أبريل الماضي. ورصدت منظمة الصحة العالمية، 913 حالة وفاة بالكوليرا في اليمن، و696 ألفا و537 حالة يشتبه إصابتها بالوباء، منذ مطلع 2019م وحتى نهاية سبتمبر الماضي. وقالت المنظمة، في تقرير لها، إن "الأطفال دون سن الخامسة يشكلون 25.5%، من إجمالي الحالات المشتبه بها، وأن 305 مديريات من أصل 333 مديرية في اليمن، تم الإبلاغ عن وجود الوباء فيها". حمى الضنك وانتشر الوباء القاتل في اليمن هو حمى الضنك، التي تنتقل إلى الإنسان عبر البعوض المتكاثر في المياه الراكدة، وهو مرض فيروسي. يقول أطباء في اليمن إن المرض ينتشر وسط التجمعات المزدحمة بالسكان الذين شردتهم الحرب، وأصبحوا أكثر ضعفا وأقل مناعة، ويعيشون في ظروف غير صحية. في نوفمبر الماضي، أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، عن قلقها إزاء ورود تقارير عن آلاف الإصابات بحمى الضنك في اليمن، وقال روبير مارديني، رئيس بعثة اللجنة الدولية، إن هناك تقارير عن إصابة أكثر من 3500 شخص. وأضاف: "يعتقد أن 50 شخصا في مدينة الحديدة قضوا بهذا المرض بين أواخر أكتوبر وأوائل نوفمبر، وأكثر من ألفي شخص مصاب"، وتابع مارديني "إن السيطرة على هذا الوباء يشكل تحديا كبيرا". وكان القسط الأكبر من حمى الضنك من نصيب محافظة تعز، التي انتشرت فيها بشكل كبير، وسط حصار حوثي جائر منذ سنوات على المدينة التي تفتقر إلى أبسط الإمكانات والمستلزمات الطبية. وبلغ إجمالي عدد المصابين بحمى الضنك في تعز، منذ مطلع يناير وحتى نوفمبر الماضيين، 7990 شخصًا، توفي منهم 10 أشخاص، بحسب تيسير السامعي، نائب مدير إدارة الإعلام والتثقيف الصحي في مكتب الصحة بتعز. وفي المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، أعلنت السلطات الصحية، في منتصف نوفمبر الماضي، حالة الطوارئ الصحية لمواجهة تفشي حمى الضنك والملاريا في محافظات (الحديدة، حجة، ريمة، المحويت، تعز، إب، صعدة). وقبل أيام، قدم مسئول حوثي عرضا لاجتماع رسمي، ونشر في وسائلهم الإعلامية، يؤكد أن حالات الاشتباه بحمى الضنك خلال 2019م، بلغت 65 ألفا و747 حالة توفيت منها 245 حالة، خلال الثلاثة الأشهر الماضية "أكتوبر ونوفمبر وديسمبر". إنفلونزا الخنازير توالت الأوبئة والأمراض، ومنها وباء (إنفلونزا الخنازير– H1N1)، الذي يصيب الجهاز التنفسي، وتزداد خطورته في موسم الشتاء، وهو فيروس سريع الانتشار. ولم تنشر إحصاءات عن عدد ضحايا هذا الوباء في المناطق المحررة، باستثناء ما كشفه مكتب الصحة العامة في محافظة تعز، في بلاغ رسمي حديث، عن تسجيل 5 وفيات خلال الأسبوع الأول من الشهر المنصرم. بينما حاولت جماعة الحوثي التضليل بنشر إحصائيات غير دقيقة عن ضحايا هذا الوباء، حيث قال مسئول حوثي في وزارة الصحة بصنعاء "يوسف الحاضري"، نهاية الشهر المنصرم، إن عدد حالات الوفاة بهذا الوباء فقط 42 حالة خلال الشهرين الماضيين، وأن ما ينشر "مبالغ فيه وتهويل أكثر من الواقع". وخرج مصدر طبي في صنعاء يتهم الحوثيين ب"التضليل والتقليل من خطورة الوباء الخطير"، وقال ل"المصدر أونلاين" إن إحصائيات مكاتب الترصد الوبائي، تؤكد أن عدد الوفيات خلال أسبوع واحد من شهر ديسمبر المنصرم، 39 حالة وفاة في أمانة العاصمة وحدها. وهناك إحصاءات حوثية تكذب رواية الحوثيين، ففي نهاية يناير من العام الماضي، أعلن مكتب الصحة بأمانة العاصمة، عن إصابة 107 أشخاص بأنفلونزا الخنازير توفى منهم 22 شخصًا خلال ذات الشهر. السل وأمعنت جماعة الحوثيين في استخدام الأوبئة إلى درجة أنها استخدمت مرض "السل"، كنوع من التعذيب الجسدي للمخطوفين والمخفيين قسرًا في سجونها. وينتشر مرض السل بشكل كبير في سجون مليشيا الحوثي في محافظة ذمار، حيث سجلت عددا من الحالات، بحسب تصريح أدلت به أمة السلام الحاج، رئيس رابطة أمهات المختطفين والمخفيين. أوبئة أخرى ولم يرحل 2019م، من اليمن إلا بعد تسجيل ظهور فيروسات لم تعرفها البلد من قبل، مثل فيروس "غرب النيل"، الذي ينتقل عن طريق لدغات البعوض، وقد يتسبب بمرض عصبي. ففي ديسمبر الماضي، رصدت أكثر من 300 حالة يشتبه بإصابتها بهذا الفيروس في تعز، بينها 24 حالة مؤكدة مخبريا، بحسب تيسير السامعي، نائب مدير إدارة الإعلام والتثقيف الصحي بمكتب الصحة في المحافظة. وإلى جانب هذه الفيروسات والأوبئة، فقد تفشى مرض الدفتيريا في اليمن بإصابة 1600 مواطن يمني، ووفاة 95 آخرين منذ بداية 2019 وحتى 27 أكتوبر الماضي، بحسب منظمة الصحة العالمية.