ينتظر العالم خلال الأيام المقبلة بفارغ الصبر، إعلان القضاء على تفشي فيروس كورونا المستجد، ثم عقب ذلك تستمر الأنظار لإدراك نتيجة تأثير فيروس كورونا المستجد على الاقتصاد العالمي، والإقليمي، والمحلي لكل دولة. ولكن يبدو أن توقعات الخبراء والمؤسسات الدولية الكبرى غير مرضية، وتكسوها نظرة سلبية، وفيما يلي نستعرض توقعات رئيسي البنك الدولي والنقد الدولي، ورؤيتهم لتأثير فيروس كورونا على القطاع الاقتصادي. وقال "ديفيد مالباس" رئيس البنك الدولي، أنه من المتوقع أن تؤدي جائحة فيروس كورونا "كوفيد-19" الآخذة في الانتشار بشكل سريع إلى "ركود عالمي ضخم" من المرجح أن يلحق أكبر ضرر بالدول الفقيرة والضعيفة، مضيفا في منشور على موقع "لينكد"، "نعتزم الرد بقوة وبشكل واسع ببرامج دعم ولاسيما للدول الفقيرة، وإنه يعتزم التحدث قريبا مع زعيمي إثيوبيا وكينيا ودول أخرى. فيما قالت "كريستينا جورجيفا"، رئيسة صندوق النقد الدولي، "لم يحدث في تاريخ صندوق النقد الدولي أن رأينا اقتصاد العالم يصاب بمثل هذه الحالة من الشلل، ونحن الآن في حالة ركود، إنه طريق أسوأ من الأزمة المالية العالمية". وأضافت جورجيفا أن أكثر من 90 دولة طلبت مساعدات مالية طارئة من صندوق النقد الدولي مع دخول العالم أزمة اقتصادية غير مسبوقة بسبب تفشي وباء فيروس كورونا المستجد، مشيرة إلى أن الدول الصاعدة اقتصاديا والنامية هى الأشد تضررا من تداعيات أزمة كورونا حيث خرج منها حوالي 90 مليار دولار خلال الفترة الأخيرة. وقالت إن صندوق النقد سيستخدم مخصصات الطوارئ البالغة قيمتها تريليون دولار لمساعدة الاقتصادات الأشد معاناة بما في ذلك الدول الأفريقية والتي ستواجه الاختيار بين إطعام شعوبها أو مكافحة الفيروس. من ناحيته، دعا رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، دول العالم، إلى وقف تحصيل رسوم الخدمات الطبية وتقديم خدمات التحليل والعلاج مجانا لمرضى فيروس كورونا. وقال تيدروس "إذا تأخر الناس أو امتنعوا عن العلاج لأنهم لا يملكون ثمنه، فإنهم لن يضروا أنفسهم فقط وإنما سيجعلون من السيطرة على الوباء أشد صعوبة ويضع المجتمع كله في خطر". وأشار رئيس المنظمة إلى أن الدول المانحة تعهدت بالفعل بتقديم حوالي 690 مليون دولار لتمويل برنامج المنظمة لمواجهة فيروس كورونا المستجد وهو ما يزيد عما طلبته المنظمة وكان 675 مليون دولار.