تصدر رحيل الرئيس الأسبق، محمد حسني مبارك، تغطيات وسائل الإعلام الدولية، بعد أن وافته المنية اليوم، الثلاثاء، عن عمر يناهز ال91 عامًا، في مستشفى عسكري، حيث أكدت أسرته وفاته بعدما خضع لجراحة بالمعدة. وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إنه بوفاة "مبارك" رحل أحد رموز حرب أكتوبر 1973، بعد توليه السلطة في عام 1981 إثر استشهاد الرئيس أنور السادات، حيث تميز عهده بظهور دولة مستقرة، جنبها الرئيس الأسبق المشكلات الخارجية. ولفتت الصحيفة، إلى ما قالته أسرة الرئيس الأسبق اليوم، حيث إنه انتقل إلى المستشفى في وقتٍ سابق هذا الأسبوع، ودخل العناية المركزة بعد إجراء عملية جراحية في المعدة. وأشارت الصحيفة، إلى أن الرئاسة أشادت في بيان، بسجل مبارك بطلًا لحرب أكتوبر 1973، ووصفته بأنه "أحد قادة وأبطال الحرب المجيدة". كما أصدرت القوات المسلحة المصرية، بيانًا قالت عبره "إن القيادة العامة للقوات المسلحة تنعى أحد أبنائها، وأحد قادة حرب أكتوبر المجيدة".
وذكرت الجارديان، إن الإدارات الأمريكية اعتبرت مبارك بمثابة حصن ضد الإرهاب الإقليمي ومحركا رئيسيا للسلام بالمنطقة. ونشرت شبكة بي بي سي البريطانية، عدة تقارير عن وفاة الرئيس الأسبق، كان في صدرها تقرير عن الرجل، قالت فيه، إن حسني مبارك أمضى قرابة ثلاثين عاما في الحكم، وحفلت حياته بالكثير من الأحداث بدأت بسجل عسكري حافل إلى أن قرر التخلي عن السلطة في يناير 2011. وذكرت "بي بي سي"، وفقًا لمصادر صحفية وعسكرية، إن جنازة عسكرية ستقام لمبارك، الذي امتدت فترة حكمه لمصر ثلاثة عقود، مما يجعلها الأطول منذ 1952. وولد مبارك في الرابع من مايو 1928 في قرية كفر المصيلحة في محافظة المنوفية، بمنطقة الدلتا شمال القاهرة. وعقب انتهائه من تعليمه الثانوي التحق بالكلية الحربية في مصر وحصل على البكالوريوس في العلوم العسكرية عام 1948 ثم حصل على درجة البكالوريوس في العلوم الجوية عام 1950 من الكلية الجوية. وتدرج في سلم القيادة العسكرية فعين عام 1964 قائدًا لإحدى القواعد الجوية غرب القاهرة. وتلقى دراسات عليا في أكاديمية "فرونزا" العسكرية في الاتحاد السوفيتي السابق. وفي نوفمبر عام 1967 عُين مديرا للكلية الجوية في إطار حملة تجديد قيادات القوات المسلحة المصرية عقب نكسة يونيو 1967. ثم عين رئيسًا لأركان حرب القوات الجوية المصرية وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى تعيينه قائدًا للقوات الجوية ونائبا لوزير الدفاع عام 1972. وفي عام 1973، اشترك في التخطيط لحرب 6 أكتوبر حيث بدأ الهجوم المصري بعبور قناة السويس والتوغل في جزيرة سيناء التي كانت تحلتها إسرائيل منذ حرب يونيو 1967. بدأ العمليات العسكرية بغارات جوية مكثفة ساعدت في دعم عبور القوات المصرية لقناة السويس واقتحام خط بارليف وهو ما كان له أثر كبير في تحويل مبارك إلى بطل قومي. وقد رقي مبارك في العام التالي للحرب إلى رتبة فريق، ثم اختاره الرئيس المصري السابق أنور السادات نائبا له في عام 1975. ولفتت "بي بي سي"، إلى أن لمبارك دورا أساسيا في المفاوضات مع إسرائيل إلى أن تم التوصل إلى اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 ومعاهدة السلام بين البلدين عام 1979. وبعد رحيل الرئيس أنور السادات، وفي 14 أكتوبر 1981 أدى محمد حسني مبارك اليمين الدستورية رئيسًا للبلاد، ثم أعيد انتخابه رئيسا للبلاد في استفتاءات شعبية أعوام 1987، و1993 و1999، وفي عام 2005 عدل مبارك الدستور، وجعل انتخاب الرئيس بالاقتراع السري المباشر وفتح باب الترشيح لقيادات الأحزاب وأعيد انتخابه بنسبة كبيرة من أصوات الناخبين. وقالت "بي بي سي"، إن سياسة مبارك الخارجية لقيت ترحيبا وإشادة من العالم، واستمر على ذلك حتى تخليه عن السلطة في 2011. من جانبها، قالت صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية، إنه قد توفي اليوم الثلاثاء الرئيس الأسبق مبارك، بعدما أكد وفاته من قبل التلفزيون الحكومي. وذكرت الصحيفة، أن مبارك ظهر في شهر أكتوبر الماضي فيما يشبه الوداع للمصريين، حينما ظهر في فيديو نادر نُشر على موقع يوتيوب، تحدث فيه عن ذكرياته عن حرب ونصر أكتوبر عام 1973 ضد إسرائيل، عندما قاد القوات الجوية المصرية بضرب الأهداف الإسرائيلية، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها أمام الكاميرا منذ تركه حكم مصر في عام 2011. وأشادت الصحيفة بمبارك، وقالت إن فترة حكمه شهدت أحداثا شتى، إلا أنه حارب الإرهاب من قبل الأصوليين والمتطرفين خلال سنوات حكمه الأولى. ورأت صحيفة ذا ووال ستريت جورنال الأمريكية، أنه بعد حكم مصر لثلاثة عقود، يرحل السابق حسني مبارك، بعد أن قدم الكثير لبلاده، من محاربة الإرهاب وإقرار الاستقرار في المنطقة، رغم رحيله وتخليه عن السلطة في 2011. أخيرًا، قالت شبكة سي إن بي سي الأمريكية، إن رحيل مبارك، حدث كبير بالنسبة للمصريين، حيث أعلنت الحكومة المصرية الحداد لمدة ثلاثة أيام على الرئيس الأسبق ابتداء من غدا الأربعاء. وذكرت، كان مبارك معروفًا بأنه شريك مع الولاياتالمتحدة ومعارض قوي للتشدد، وإنه رئيس واصل إلى حد كبير سياسات سلفه الرئيس أنور السادات.