قال الدكتور نصر فريد واصل، عضو هيئة كبار العلماء، مفتي الجمهورية السابق، إن من آداب الاستماع للقرآن الكريم الإنصات إلى الآيات التي تتلى، وفهم معانيها، والتأثر بآيات الزجر، والانشراح لآيات الرحمة وما ينتظر المؤمن من ثواب عظيم أعده الله للمتقين من عباده. واستشهد «واصل» فى إجابته عن سؤال: « ما حكم تشغيل القرآن وعدم الاستماع إليه؟»، بقوله تعالى فى سورة الأعراف « وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ»، (الآية 204). وأوضح أن الواجب أن يلتزم السامعون للقرآن -الذي يتلى عليهم في المذياع أو من أحد القارئين- هذه الآداب وألا يشغلوا أنفسهم بأحاديث تبعدهم عن الإنصات للقرآن وفهم معانيه. وأضاف أن القرآن الكريم ليس في قراءته وسماعه ضرر، بل هو نور وهداية ورحمة لجميع الخلق بما في ذلك الإنس والجن والسماوات والأرض والشجر والدواب؛ لأن كل شيء يسبح بحمده؛ قال تعالى: « تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ»،( سورة الإسراء: الآية 44). ونوه على أن قراءة القرآن في أي مكان طاهر محترم لا حرج فيها مطلقًا إذا قصد بها ذكر الله والتعبد ورجاء الثواب من الله - سبحانه وتعالى- أو لتعليم الغير كيفية التلاوة وأحكام القرآن وهدايته. تابع أنه يدل على ذلك قوله – تعالى-: «الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ»، (آل عمران: الآية 191)، وإطلاق قوله: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ۞ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا» (الأحزاب: الآيات 41 -42)؛ فالقرآن أشرف الذكر. واختتم أنه لا مانع من فتح المذياع على إذاعة القرآن الكريم في المحل وغيره مع مراعاة آداب الاستماع من الهدوء والوقار والاحترام وعدم رفع صوت المذياع بما يشوش على المستمع أو الجيران.