هل يصبح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أول رئيس أمريكي في التاريخ يعزله الكونجرس؟ يبدو النواب الديمقراطيون في مجلس النواب الأمريكي عازمين بشراسة على المضي في إجراءات مساءلة ترامب التي قد تنتهي بعزله إلى نهايتها. وصوتت الأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب أمس الخميس على مشروع قانون يحدد الخطوات المقبلة للمساءلة ويقضي بإطلاق جلسات علنية حول هذه المساءلة، وصوت 232 شخصًا على القرار، بينما رفضه 196. ورفض رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب الديمقراطي آدم شيف اتهامات الجمهوريين للديمقراطيين بإقرار قواعد غير عادلة للمساءلة، التي تهدف لتحديد ما إذا كان ترامب مذنبًا بتحريض نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على فتح تحقيق حول علاقة منافس ترامب الديمقراطي الأوفر حظًا في الانتخابات الرئاسية المقبلة الديمقراطي جو بايدن وابنه هنتر بشركة غاز اوكرانية، مقابل تقديم مساعدات أمريكية لأوكرانيا. وفي لقاء مع قناة "سي بي إس"، قال شيف إن "القواعد هي ذاتها التي اتُبعت أثناء مساءلة (الرئيسين الأسبقين) ريتشارد نيكسون وبيل كلينتون". وأضاف شيف "لقد طلبنا منهم (الجمهوريون) التعاون معنا بشأن أي الشهود يمكن أن يدلوا بشهاداتهم، ويجب أن اقول أننا نخشى أنهم سيقترحون الكثير من الشهود الذين ليس لديهم ما يفعلونه سوى تشويه معارضي الرئيس أو أي أغراض أخرى غير مناسبة". وصوت جميع النواب الجمهوريين بمجلس النواب ضد مشروع القانون، وحتى قبل إجراء التصويت أعربوا عن استنكارهم للطابع "السوفييتي" للتحقيقات، حيث قال زعيم كتلة الجمهوريين في مجلس النواب ستيف سكاليس "ربما في الاتحاد السوفييتي فقط يمكنك القيام بأشياء تحدد أنت فقط قواعدها، ويمكنك أن تحرم الشخص الذي تتهمه من حقه في الدفاع عن نفسه". وقبل إجراء التصويت على مشروع قانون إجراءات المساءلة أمس الخميس، استمع أعضاء مجلس النواب في جلسة استماع مغلقة إلى شهود أساسيين، منهم تيم موريسون رئيس قسم الشئون الروسية والاوروبية في مجلس الامن القومي ونائب مساعد الرئيس، وكان موريسون قد استمع إلى مكالمة ترامب مع نظيره الأوكراني التي دفع تسريبها الديمقراطيين غلى إطلاق إجراءات مساءلة ترامب تمهيدًا لعزله. وقال شيف "أعتقد أن الجمهور سيرى بنفسه أن الإجراءات عادلة. لدى كلا الطرفين فرصة كافية لسؤال الشهود. أعتقد ان الجمهور سيعرف حقائق قد تثير مخاوف جمة بشأن إساءة استخدام الرئيس لسلطات منصبه". وأعرب شيف عن قلقه بشأن تهديد وملاحقة ترامب للشخص الذي سرب مكالمته مع الرئيس الأوكراني، قائلًا "لقد اوضحت لجميع زملائنا أننا لن نسمح بكشف هوية هذا الشخص كي لا يتسنى للرئيس معاقبته سياسيًا". وفي أول رد منه على التصويت، وصف ترامب على حسابه الرسمي بموقع التوصل "تويتر"، هذا الإجراء ب"أكبر حملة مطاردة سياسية في التاريخ الأمريكي". وفي تغريدة أخرى، قال ترامب: "خدعة المساءلة والعزل التي يطرحها مجلس النواب تلحق الضرر البالغ بسوق الأوراق المالية الأمريكي، لكن الديمقراطيون لا يهتمون". ووفقًا لوكالة "رويترز"، علق البيت الأبيض على قرار مجلس النواب الأمريكي، قائلا إن "الديمقراطيين لم يفعلوا أي شيء، إلا انتهاك صارخ غير مقبول للوائح وقوانين مجلس النواب، بمضيهم قدما في إجراءات العزل". وأضاف البيت الأبيض أن "الرئيس ترامب لم يرتكب أي خطأ والديمقراطيون يعلنون ذلك"، لافتا إلى أن "الإجراءات حول المحاكمة البرلمانية غير المشروعة لا تضر الرئيس وإنما الشعب". ووفقًا لموقع "الحرة"، أكدت الملحقة الصحفية في البيت الأبيض ستيفاني جريشام أن إجراءات العزل "غير مشروعة"، لافتة إلى أن "الديموقراطيين يختارون كل يوم إهدار الوقت على آلية عزل زائفة، في محاولة ذات طابع سياسي فاضح للقضاء على الرئيس". ومن جانبها قالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إن التحقيق في قضية المساءلة جزء من مسؤولية الكونجرس الدستورية في مساءلة السلطة التنفيذية، مضيفة أن "اليوم، يأخذ مجلس النواب الخطوة التالية في إجراءاتنا لعقد جلسات استماع مفتوحة أمام لجنة الاستخبارات في المجلس، حتى يرى عامة الناس الحقائق بأنفسهم". واتهم الجمهوريون، الديمقراطيين ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي بتسييس عملية العزل وتجاهل أعمال الكونجرس الأخرى.
