51 عاما مرت على مؤتمر العزة والكرامة الذي سجل سطرا وطنيا في تاريخ الوطنية المصرية وفي القلب منها أبناء سيناء العزة والكرامة، وهو مؤتمر الحسنة الشهير الذي جمعت فيه إسرائيل مشايخ سيناء لتعرض عليهم طلب فكرة تدويل سيناء، وذلك لتحريض أهالي سيناء على الاستقلال بها، والإعلان عن دولة سيناء. وفي أولى خطواتهم الوطنية نقل مشايخ سيناء تفاصيل المخطط الإسرائيلي للسلطات المصرية، وأولى الرئيس عبد الناصر لهذا الأمر الخطير اهتمامه الشديد ومتابعته المستمرة نظرا لأنه فى حاله نجاح الإسرائيليين فى تنفيذ مخططهم فى سيناء سيكون لها تأثير خطير على مجريات الصراع العربي الإسرائيلي. وبالتنسيق مع الضابط السيناوى محمد اليمانى المكلف بمتابعة القضية، طلب من المشايخ مواصلة خداع ومجاراة إسرائيل في طلبها، وتم رصد الاتصالات الدولية، ليتأكد دعم أمريكا وحلفائها لفكرة التدويل في مؤتمر عام يراه العالم كله. وعلى الطريقة اليدوية حيث أقيمت بيوت الشعر وأشعلوا المواقد لاعداد القهوة العربية ودعوة ما يزيد عن مائة من مشايخ سيناء من جميع القبائل، جرى تجهيز منطقة المؤتمر لاعلان دولة سيناء المستقلة، الا أن ما جرى كشف المعدن الأصيل لأبناء سيناء. ودعت اسرائيل مندوبين عن وكالات الأنباء العالمية وصحفيين أجانب ومراسلين للإذاعات العالمية المختلفة ومندوب من الأممالمتحدة، إلى جانب التليفزيون الإسرائيلى ليقوم بنقل وقائع هذا المؤتمر، وجاء موشى ديان ومعه أشهر مخرج إيطالي في ذاك الوقت لإخراج هذا الحدث التاريخي لكي يكون الخطاب مذاعا ومسموعا للعالم أجمع. وبدأت فعاليات المؤتمر بمنطقة "الحسنة" بوسط سيناء الذي تحدث فيه اليهود عما قدموه للأهل في سيناء وعن طموحهم وآمالهم بالنسبة لهم.، وألقى الحاكم العسكري كلمة، قال فيها إن "هذا المؤتمر عقد لمصلحة شعب سيناء وأننا ليس لنا مصلحة في احتلال سيناء أو الاحتفاظ بها، إن مصلحة أبناء سيناء الاستقرار ولا توجد لهم أى فائدة فى أن تظل بلادهم مسرحا للحروب". وجاء الآن صوت المدرسة الوطنية المصرية وعنوانها الشيخ "سالم الهرش" الذي وقع الاختيار عليه مسبقا ليتحدث نيابة عن مشايخ سيناء قائلا: "أؤكد لكم أن سيناء مصرية وستظل مصرية 100% ولا يملك الحديث عنها إلا الزعيم جمال عبد الناصر"، فكانت الصاعقة التي نزلت على الوجوه الصهيونية وما كان من موشى ديان إلا أن أطاح بالمنصة. وكان لأبناء سيناء ما أرادوا بإفشال المخطط حتى جاء نصر أكتوبر 1973 بفضل الله وتحررت الأرض وعادت سيناء إلى حضن الوطن.