أعلن مسئولو المخابرات الأمريكية أن أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش الإرهابي، قد لقي مصرعه في غارة أمريكية في شمال غرب سوريا خلال الساعات الأولى من اليوم، الأحد. وجاءت الغارة بعد عملية استخباراتية، استمرت لمدة شهر، وتتبعت البغدادي إلى المنطقة من خلال شخص قام بتهريب ونقل زوجات شقيقيه من العراق إلى إدلب، حسبما نقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن مسئولين رفيعي المستوى. وأضافوا: "لقد تكثفت عملية البحث عن البغدادي، خلال الشهر الماضي، بعد أن تعرف المسئولون العراقيون على رجل سوري قام بنقل أفراد عائلته وزوجاته من العراق إلى سوريا". وقال مسئول مخابرات عراقي إن زوجتي شقيقي البغدادي، جمعة وأحمد، بصحبة أفراد آخرين من الأسرة، تمت مراقبتهما أثناء انتقالهما إلى المنطقة، وقد تم نقل المعلومات إلى وكالة الاستخبارات المركزية في وقت سابق من هذا الشهر، بحسب صحيفة "الجارديان". ومن المقرر أن يصدر الرئيس دونالد ترامب إعلانًا هاما اليوم، الأحد، الساعة 9 صباحًا بتوقيت واشنطن، حسبما أعلن نائب السكرتير الصحفي للبيت الأبيض هوجان جيدلي، وذلك بعدما نشر ترامب تغريدة غامضة على "تويتر" قال فيها: "هناك شيء كبير للغاية حدث للتو". ويعتقد مسئولو الاستخبارات أن البغدادي ربما فجر حزاما ناسفا عندما اقتربت القوات من منزل، كان يختبئ فيه، بالقرب من الحدود التركية. ويعتقد أن هذه الغارة أسفرت أيضا عن مقتل اثنين من زوجاته. وقد وردت تقارير عن وقوع انفجارات وإطلاق نار من بلدة باريشا الصغيرة في حوالي الساعة الواحدة والنصف بالتوقيت المحلي، اليوم، الأحد. ومن المفهوم أن زعيم داعش تم تتبعه حتى وصل إلى منزل أحد حراسه الشخصيين الذين حاولوا الدفاع عنه، ويعتقد أن الغارة خلفت تسعة قتلى على الأقل، بحسب الصحيفة البريطانية. وبث التليفزيون الحكومي العراقي لقطات اليوم، الاحد، قال إنها تظهر الغارة. وأضافت "الجارديان" أنه إذا تم التأكيد على هذا الخبر، فستكون هذه الضربة ضربة مدمرة لجماعة إرهابية انتشرت في أنحاء المنطقة على مدار الخمس سنوات الماضية، اعتبارا من منتصف عام 2014، مما أدى إلى هجمات إرهابية مروعة في جميع أنحاء العالم،وبالتالي تضخم الهجرة الجماعية وقتل الآلاف من الناس وتشريد الملايين. وقد أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو مراقب للحرب، بأن سربا مؤلف من ثماني طائرات هليكوبتر ترافقها طائرة حربية تابعة للتحالف الدولي هاجم مواقع تابعة يعتقد أن بها تنظيما إرهابيا وعناصر من تنظيم (داعش) في منطقة باريشا شمال مدينة إدلب، في سوريا، وذلك بعد منتصف ليل السبت - الأحد. وكانت حسابات "تليجرام" المرتبطة ب "داعش" تقدم يوم الأحد صلاة لبغدادي، لكنها لم تؤكد وفاته. ولم تعد المجموعة الإرهابية تسيطر على الأراضي في سوريا أو العراق بعد حرب دامت خمس سنوات في معظم الدولتين. تقول عدة مجموعات متمردة سورية تنشط في محافظة إدلب إن المسئولين الأمريكيين طلبوا منهم خلال الأسبوعين الماضيين تحديد ما إذا كان أعضاء كبار من داعش يختبئون في إدلب. وقال مسئولان إيرانيان لرويترز، اليوم، الأحد، إن إيران أبلغتها مصادر سورية بأن البغدادي قتل، وقال أحد المسئولين: "أبلغت إيران بوفاة البغدادي على أيدي مسئولين سوريين حصلوا عليه من الميدان". وقال أحد المصادر: "أكدت مصادرنا من داخل سوريا لفريق الاستخبارات العراقي المكلف بمطاردة البغدادي أنه قُتل إلى جانب حارسه الشخصي في إدلب، بعد اكتشاف مكان اختبائه عندما حاول إخراج عائلته من إدلب باتجاه الحدود التركية". ولفتت "الجارديان" إلى أن مقتل البغدادي سيكون خطوة هامة لصالح ترامب، الذي واجه انتقادات حادة من الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء لسحب قواته من شمال شرق سوريا، مما سمح لتركيا بمهاجمة حلفاء الولاياتالمتحدة الأكراد. كما أصر مرارا وتكرارا على أن الولاياتالمتحدة هزمت داعش - وهو ادعاء نفاه الجنرالات وقادة المخابرات الأمريكية. وقد أعرب العديد من منتقدي انسحاب ترامب في سوريا عن قلقهم من أن ذلك سيسمح لداعش باستعادة قوتها وتشكيل تهديد للمصالح الأمريكية؛ إلا أن الإعلان عن وفاة البغدادي يمكن أن يساعد في تخفيف حدة هذه المخاوف. كان يعتقد أن البغدادي، الذي حددت الولاياتالمتحدة مكافأة قدرها 25 مليون دولار لمن يدل على مكانه، كان مختبئًا في مكان ما على طول الحدود العراقية السورية، وقد قاد التنظيم منذ عام 2010، عندما كانت لا تزال فرعا لتنظيم القاعدة تحت الأرض في العراق.