طالب رئيس دائرة المفاوضات بمنظمة التحرير صائب عريقات مفوضة الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون باتخاذ إجراءات فورية من أجل إطلاق سراح الأسراى الفلسطينيين من سجون الاحتلال الإسرائيلي. وقال عريقات - في رسالة بعثها اليوم "الاثنين" إلى آشتون - "إن السياسات غير الشرعية التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية خاصة القوانين الصارمة التي تصدر بحق الفلسطينيين بما في ذلك ما يسمى "الاعتقال الإداري" أتاح لسلطة الاحتلال سجن حوالي 8000.000 من الفلسطينيين بمن فيهم النساء والأطفال وكبار السن منذ بداية الاحتلال عام 1967 وقد شملت حملة الاعتقالات أيضًا أعضاء في المجلس التشريعي الفلسطيني مثل مروان البرغوثي وأحمد سعدات. وأوضح أن نظام القضاء العسكري الإسرائيلي ما هو إلا نظام قمعي فالمحاكم العسكرية الإسرائيلية التي تعمل في إطار نظام قضائي مجحف تبلغ فيه نسبة إدانة الفلسطينيين 99% لا تلبي على الإطلاق الحد الأدنى من المعايير الدولية للمحاكمة العادلة. وأوضح أنه لم يعد مقبولا أن نطالب بمجرد ضمان معاملة أفضل للفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي ولكن أصبح من الضروري المطالبة بإنهاء كافة أشكال النظام التعسفي لسياسة الاعتقالات الإسرائيلية كما تم توثيق الانتهاكات الإسرائيلية في العديد من التقارير الدولية والتأكيد على أن إسرائيل هي دولة تنتهك معايير حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني لا سيما فيما يتعلق بمسألة الاعتقال والاحتجاز والسجن. ونوه إلى الإضراب المفتوح الذي ينفذه الأسرى سامر العيساوي، وأيمن شراونة ، وطارق قعدان وجعفر عز الدين وسيلة مشروعة للاحتجاج على وضعهم المأساوي وتعبير عن رفضهم لاستمرار سياسة الانتهاكات الصارخة لأحكام القانون الدولي. وقال رئيس دائرة المفاوضات بمنظمة التحرير صائب عريقات في رسالته لكاثرين آشتون "إن الأسير سامر العيساوي لم يتناول الطعام لمدة أكثر من مئتي يوم وقد بلغ وزنة اليوم 46 كيلوجراما وقد يكون مصيره الموت في أي لحظة وفي حال حدوث ذلك فإننا سوف نقوم بتحميل إسرائيل المسئولية الكاملة عن وفاته وسوف نحمل أيضا المجتمع الدولي جزءا من المسئولية عن صمته إزاء كل ما يحدث والسماح لإسرائيل بالتصرف بحصانة دون عواقب". وأشار إلى أن قوات الاحتلال تعرضت بالإساءة لعائلة الأسير العيساوي بلا هوادة في بيتهم القائم في بلدة العيسوية بالقدس المحتلة ما أدى الى تدهور حالته النفسية إضافة إلى حالته الصحية الحرجة الآخذة بالتدهور. وأوضح أن مصير الأسير سامر العيساوي فضلا عن بقية الأسرى الفلسطينيين هو محط اهتمام وأنظار ملايين الفلسطينيين والعرب ومناصري العدالة في العالم والذين ينظرون بعين القلق إلى معاناة إخوانهم الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. وطالبت الرسالة آشتون بالتحرك العاجل لمنع وقوع مأساة واتخاذ إجراءات فورية وحاسمة لضمان الحرية للاسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام. كما طالبت بوضع حد للاعتقال التعسفي الإسرائيلي الذي تمارسه إسرائيل في معظم الأوقات تحت مسمى "الاعتقال الإداري" إضافة إلى ضرورة دعم حقوق السجناء الفلسطينيين وضمان منح الحرية لجميع الأسرى الذين يقبعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي. ودعا الاتحاد الأوروبي لاتخاذ خطوات فاعلة لانهاء الحصانة التي تتمتع بها إسرائيل ووضع حد لاستمرار تحديها السافر للقانون الدولي بما في ذلك القرارات المتعددة للأمم المتحدة. ونوه إلى أنه على الرغم من الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة والخطيرة فقد استمرت العلاقات الثنائية بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل بالتطور فضلا عن السماح لإسرائيل بتعزيز مكانتها كشريك رئيسي للاتحاد الأوروبي في المنطقة، مشيرا إلى قيام مجلس الشراكة الأوروبي الاسرائيلي في العام الماضي بالمصادقة على 60 اتفاقية تعاون في أكثر من 15 مجالا بما في ذلك التعاون مع عدد من وكالات الاتحاد الأوروبي. وحث الاتحاد الأوروبي على مراعاة حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني والمواقف الصادرة عنه في العلاقات الثنائية مع اسرائيل فضلا عن الحاجة الملحة إلى إيجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي من خلال تطبيق حل الدولتين على حدود عام 1967 وتعزيز السلام والازدهار والاستقرار في الشرق الأوسط.