تحركت الولاياتالمتحدة يوم الجمعة لإجبار إيران على الكف عن إنتاج يورانيوم منخفض التخصيب وتوسيع محطتها الوحيدة للطاقة النووية مكثفة حملتها التي تستهدف وقف برنامج طهران للصواريخ الباليستية والحد من نفوذها بالمنطقة. وفي نفس الوقت جدد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إعفاءات من العقوبات الأمريكية ليسمح لروسياوالصين ودول أوروبية بمواصلة برامج للتعاون تهدف إلى منع إيران من إحياء برنامجها للأسلحة النووية. لكن وزارة الخارجية الأمريكية قالت إن الإعفاءات لن تمنح إلا لمدة 90 يوما فقط وهي فترة أقصر مما كان ساريا من قبل. وهذه الإجراءات هي جزء من جهود من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لفرض عزلة دولية سياسية واقتصادية على طهران بدأت بانسحاب الولاياتالمتحدة في مايو أيار 2018 من الاتفاق النووي الذي وُقع عام 2015 مع الدول الست الكبرى. وهذا هو ثالث إجراء عقابي ضد إيران في غضون ثلاثة أسابيع. وقالت الولاياتالمتحدة الأسبوع الماضي إنها لن تمدد إعفاءات كانت منحتها لدول تشتري النفط الإيراني، مسرعة في تنفيذ خططها لوقف صادرات النفط الإيرانية نهائيا. كما اتخذت إدارة ترامب خطوة غير مسبوقة بتصنيف قوات الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية أجنبية. وتضمنت الإجراءات التي أعلنتها الولاياتالمتحدة أمس الجمعة وقف الإعفاء من العقوبات الذي سمح لإيران بتخزين أكثر من 300 كيلوجرام من اليورانيوم منخفض التخصيب بمنشأة نطنز النووية الرئيسية بموجب الاتفاق النووي. وقالت مورجان أورتاجوس المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية في بيان إن هذا الإجراء يهدف إلى إجبار إيران على وقف إنتاجها من اليورانيوم منخفض التخصيب، وهو مطلب رفضته إيران مرارا. وقالت أورتاجوس "يجب أن توقف إيران كل أنشطتها ذات الحساسية المتعلقة بالانتشار (النووي) بما في ذلك تخصيب اليورانيوم. ولن نقبل بأي إجراء يدعم استمرار هذا التخصيب". وأضافت أنه اعتبارا من اليوم السبت فإن بإمكان الولاياتالمتحدة تطبيق عقوبات لمنع أي دعم لإيران لتوسيع محطة بوشهر للطاقة النووية وهي الوحيدة من نوعها في هذا البلد. وقالت أورتاجوس إن الولاياتالمتحدة لن تمدد كذلك إعفاءات سمحت لإيران بشحن مخزون المياه الثقيلة الذي تنتجه بمنشأة أراك إلى سلطنة عمان بما يزيد عن حد 300 طن المحدد بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015. * السماح ببرامج التعاون يسمح تمديد الإعفاءات لروسياوالصين ودول أوروبية بمواصلة برامج التعاون التي يسمح بها الاتفاق النووي وتهدف لضمان عدم إحياء إيران لبرنامجها للأسلحة النووية. وتقول وكالات المخابرات الأمريكية والوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران أنهت برنامجا سريا لتطوير رؤوس نووية محمولة على صواريخ في عام 2003. وتنفي إيران إقدامها على مثل هذا البرنامج في أي وقت. وبموجب الإعفاءات سيكون بإمكان الصين وبريطانيا مواصلة تصميم وبناء قلب جديد لمفاعل أراك سيجعل من إنتاج البلوتونيوم أمرا صعبا. كما ستتمكن روسيا من مواصلة إمداد وقود اليورانيوم لمفاعل بوشهر الوحيد. وقالت الخارجية الأمريكية إن إعفاء شمل عقوبات تسمح بتعديل البنية التحتية في منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم "لضمان أن المرفق لم يعد يُستخدم لتخصيب اليورانيوم". كما سيُسمح لفرنسا بمواصلة برنامج تدريبي متعلق بالأمان النووي للمدنيين.