تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم الأحد ب"أحد المولود أعمى" او الذى عرف وسط جموع الشعب القبطي ب"أحد التناصير"، حيث اقيمت القداسات بجميع الكنائس على مستوى مصر وبلاد المهجر وكافة كنائس الكرازة. ويسمى هذا الأحد ب"أحد التناصير" لأن الكنيسة الأولى اعتادت لأن تمنح جماعة الموعوظين الراغبين في الدخول للمسيحية "سر المعمودية" قبل عيد القيامة الذى سيحل بعد أسبوعين من الآن. واختارت الكنيسة لهذا اليوم فصل من إنجيل يوحنا البشير وهو الإصحاح التاسع ويقرأ بأكمله، وهو يروى معجزة شفاء السيد المسيح للمولود أعمى والسبب في اختيار هذا الفصل انه يصف حالة المعتمد قبل نوال سر المعمودية وبعدها. فحسب إيمان الكنيسة الأرثوذكسية فإن من يتقدم للمعمودية يعتبر مولودا أعمى بالخطية الأصلية وبنعمة المسيح يغتسل في جرن المعمودية (الذي يشير إلى بركة سلوام) فيخرج منها وقد تطهر من خطاياه وانفتحت عيون قلبه ونال بصيره روحية يعاين بها أمجاد الحياة مع المسيح على الأرض وأمجاد الملكوت بعد أن يكمل أيامه على الأرض. ومنذ ذلك الوقت اعتادت العديد من الأسر المسيحية أن تقوم بتعميد أبنائها في يوم "أحد المولود أعمى" او "أحد التناصير" كعادة متوارثة من الكنيسة الأولي، علما بأن الكنيسة تسمح بمعمودية الأطفال بعد 40 يوما من ميلاد الطفل. وتؤمن الكنيسة الأرثوذكسية أن كل سر من أسرار الكنيسة السبعة لابد له من مادة ملموسة ظاهرة والماء مناسب لسر المعمودية لأن الماء للغسيل والتطهير وهكذا المعمودية تغسل الشر وتنقي النفس، ولأن الماء يرمز إلي الموت والحياة في عبور البحر الأحمر، موت للشر والشيطان ممثلما حدث مع فرعون وجنوده، وحياة لأولاد الله الخارجين من الماء، كذلك بارك السيد المسيح الماء بنزوله واعتماده في نهر الأردن. ومن المقرر أن تصلى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية "جمعة ختام الصوم" يوم الجمعة المقبل ليبدأ بعدها أسبوع الألام الذى يبدأ اعتبارا من انتهاء قداس يوم "أحد الشعانين" او "أحد السعف" .
