أكد الشيخ الدكتور فيصل بن جميل غزاوي إمام وخطيب المسجد الحرام، إن الإخلاص شرط قبول الأعمال، وأيضًا مَن أخلص طاعاته لوجه اللهِ، طالبا منه الأجرَ والثَّواب لا لطلب سمعة ورياء فإنه يَكمُلُ إيمانُه فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( مَنْ أَعْطَى لِلَّهِ، وَمَنَعَ لِلَّهِ، وَأَحَبَّ لِلَّهِ، وَأَبْغَضَ لِلَّهِ، وَأَنْكَحَ لِلَّهِ، فَقَدْ اسْتَكْمَلَ إِيمَانَهُ). وأضاف خطيب المسجد الحرام، أن المؤمن مع إخلاصه عمله لله فإنه يسعى جاهدا لأَنْ يخلف أثرا حسنا يبقى نفعه بعد موته، وأن لا يترك أثرا سيئا يلحقه إثمه بعد مفارقته الحياة، قال عز من قائل ( إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ماقدموا وآثارهم ) قال السعدي رحمه الله: "﴿ وَآثَارَهُمْ ﴾ وهي آثار الخير وآثار الشر، التي كانوا هم السبب في إيجادها في حال حياتهم وبعد وفاتهم، وتلك الأعمال التي نشأت من أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم، فكل خير عمل به أحد من الناس، بسبب علم العبد وتعليمه ونصحه، أو أمره بالمعروف. وتابع: كم من أناس كتب الله لهم القبول وخلد ذكرهم وبقيت آثارهم وكم من أناس بادوا وهلكوا وصاروا أحاديثَ وعبرةً للمعتبرين. ونوه بأن الملاحظ في أن الذين رفع الله ذكرهم، وبقي ثناء الناس عليهم بعد مماتهم، هم أهل الإخلاص والزهد في الشهرة والذكر، عن الفضيل بن عياض رحمه الله قال: "من أحب أن يذكر لم يذكر، ومن كره أن يذكر ذكر"، وقيل لأبي بكر بن عياش رحمه الله : إن أناسا يجلسون في المسجد، ويُجلس إليهم ؟ فقال: "من جلس للناس جلس الناس إليه، ولكن أهل السنة يموتون ويبقى ذكرهم، وأهل البدع يموتون ويموت ذكرهم"، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " لأن أهل السنة أحبوا ما جاء به الرسول ، فكان لهم نصيب من قوله تعالى: ( ورفعنا لك ذكرك )، وأهل البدع شنأوا ما جاء به رسول الله ، فكان لهم نصيب من قوله تعالى ) : إن شانئك هو الأبتر)".