توقعت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن تتحول دولة مالي إلى أفغانستان أخرى بسبب سيطرة الإسلاميين على شمالي البلاد وعلاقاتهم بالجماعات الإسلامية الأخرى المتطرفة في ليبيا ونيجيريا. وأشارت الصحيفة إلى أن سقوط العقيد الليبي معمر القذافي كان له تأثير واضح في تدهور الأوضاع في مالي، وما زاد الأمور حدة في مالي هو انتشار السلاح بسبب الاضطرابات في دول الربيع العربي. وقال مارك شرودر محلل شؤون أفريقيا في مؤسسة ستراتفور للتوقعات الإستراتيجية والأمنية إن مالي قد تشكل ملاذا للقاعدة لفترة وجيرة فقط، ذلك أن تضاريسها تختلف عن تلك الجبلية الوعرة التي في أفغانستان. وأما السفير الكندي السابق لدى الأممالمتحدة روبرت فاولر فيقول إنه يتوجب على الغرب تحديد أهدافه من وراء سعيه لجعل مالي والمناطق المجاورة خالية من القاعدة، مضيفا أنه ينبغي للغرب الحفاظ على هذه الأهداف، وذلك كي لا يفشل كما حصل في أفغانستان. ويشير الباحث في معهد كارنيغي للدراسات أنور بوخارس إلى أن الأزمة المتفاقمة في مالي من شأنها أن تفرض تحديات جسيمة ليس فقط للولايات المتحدة وأوروبا فحسب، ولكن أيضا للدول المجاورة في المنطقة، داعيا إلى تضافر الجهود لإيجاد حل للأزمة.