تعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي تبدأ غدا الأحد للقاهرة والتي تعد الأولى له منذ توليه منصب الرئاسة في عام 2017 ، تتويجا للعلاقات المصرية الفرنسية التاريخية والإستراتيجية المشتركة بين البلدين ، حيث تحمل العلاقات المصرية الفرنسية طابعا خاصا يتميز بالمشروعات والاتفاقيات المشتركة وبالحضور الفرنسي على أرض مصر التي تستضيف أكثر من 40 بعثة أثرية إلى جانب معهد دائم للآثار في القاهرة ومركز للدراسات الأثرية في الكرنك بالأقصر. كما تأتي على وقع تخصيص عام 2019 "عاما للثقافة المصرية الفرنسية" الذي أطلقه الرئيس عبدالفتاح السيسي وماكرون خلال القمة الثنائية التى جمعت بينهما في قصر الإليزيه في أكتوبر 2017 ، حيث قررت مصر وفرنسا اختيار هذا العام لتزامنه مع مرور 150 عاما على افتتاح قناة السويس أحد الإنجازات الضخمة في مسار العلاقات الثنائية ، وليكون هذا العام مناسبة للاحتفاء بالروابط التاريخية والثقافية التي تجمع بين البلدين. تنظيم عام ثقافي يتم من خلاله التركيز على إبراز الجوانب المتعددة للتراث المصري الفرنسي وتعزيز الحوار الثقافي وتدعيم المبادلات بين الساحتين الفنيتين الفرنسية والمصرية وإلقاء الضوء على الإبداعات الشابة بهما ، يجعله عاما متميزا فى العلاقات بين البلدين ويعكس إيمان مصر بأهمية الثقافة والإبداع واعتبارهما رافدين مهمين من روافد الدبلوماسية الناعمة لدورهما في مد جسور التواصل بين الشعوب بشكل عام وتوطيد اواصر المحبة والصداقة بين مصر وفرنسا بشكل خاص. وسيتم بوجه خاص خلال العام الثقافي الذى يقام تحت رعاية الرئيس السيسي الاحتفاء بمشروعات ثقافية فرنسية ومصرية مشتركة، ويشارك العديد من الشركاء من القطاعين العام والخاص في مصر وفرنسا في هذه التظاهرة الثقافية التي تم الإعداد لها بالتنسيق والتعاون بين المعهد الفرنسي بمصر والمركز الثقافي المصري بباريس. ومن المقرر أن يحفل العام على مدى شهوره بفاعليات ثقافية وفكرية وفنية ثنائية متبادلة ، وذلك ضمن مسارات تعميق العلاقات الثنائية بين البلدين مما سيسهم في إحداث نوع من الثراء الثقافي يتيح الفرصة للاحتكاك بين الثقافتين الفرنسية والمصرية في مجالات عديدة في الموسيقى والأدب والرقص والاستعراضات ويصقل الملامح الثقافية ويعمق آثارها بين الجانبين. وقد تم إعداد برنامج مكثف ومتنوع يستمر طوال عام 2019 ، ويبرز ملامح من الحضارة الفكرية في المجتمعين المصري والفرنسي مستهدفا تيسير الإطلاع على الفنون إلى جانب احترام الآخرين والانفتاح على ثقافاتهم من خلال مشاركة مبدعين في مختلف المجالات ، وقد دشنت عروض "بحيرة البجع، وكرنڤال في ڤينيسيا، ودون كيشوت، واستعراض من تصميم جريجوري جييار، وريموندا ، وديان وأكتيون، وسبارتاكوس " على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية فعاليات عام الثقافة المصرية الفرنسية بالإضافة إلى أربع حفلات قدمتها فرقة باليه أوبرا القاهرة بمشاركة سوليستات فرقة أوبرا باريس . وسوف يتم تقديم عرض فني كبير في باريس على هامش افتتاح رئيس الدولة الفرنسية لمعرض توت عنخ أمون المقرر له خلال الفترة من 23 مارس وحتى 15 سبتمبر القادمين والذي سيتم إقامته بالتعاون بين وزارة الثقافة المصرية والمعهد الفرنسي في مصر في قاعة "جرون هال دو لا فيليت" بفرنسا وسيضم حوالي 166 قطعة أثرية من كنوز مقبرة الفرعون الذهبي الملك الشاب توت عنخ آمون. وتتضمن الأنشطة التي تحتضنها الفعاليات العديد من المنارات الثقافية في البلدين ومنها معرض عن قناة السويس يقام في متحف الفن الإسلامى وحلول فرنسا كضيف شرف سيمبوزيزم النحت الدولي بمدينة أسوان ومشاركتها الحالية بشكل موسع في معرض القاهرة الدولي للكتاب في "دورة اليوبيل الذهبي "التي انطلقت الأسبوع الماضى من مركز المؤتمرات العالمية بالقاهرة الجديدة. وتشمل الفعاليات تنظيم معرض للفنان "آدم حنين " بالمعهد الفرنسي بالقاهرة بالإضافة إلى تنظيم نشاطات مصرية عديدة في مختلف المدن الفرنسية، وتقديم عروض الفرق الفنية المصرية في شوارع باريس خلال الاحتفال بعيد الموسيقي وتقديم عرض لفرقة الرقص الشرقي بعنوان "دموع حديد" وذلك عن المعمارية الكبيرة زاهية حديد بإحدى المدن الفرنسية.