حذرت صحيفة "الرياض" السعودية من تكرار نكبة 48 واضطرار الفلسطينيين المقيمين في الضفة الغربية والقدس المحتلة إلى الهجرة تحت التهديدات والاغراءات الاسرائيلية، بعد تردد أنباء عن تفكير اليمين الاسرائيلى فى عرض نصف مليون دولار على كل عائلة فلسطينية في الضفة الغربيةالمحتلة لاغرائهم بالرحيل من أرض الوطن والهجرة الى الخارج. وحثت الصحيفة الامة العربية والاسلامية على تقديم كل ألوان الدعم اللازم للفلسطينيين المقيمين في الاراضى الفلسطينية المحتلة لتمكينهم من البقاء في اراضيهم والتصدى للتهديدات والاغراءات الاسرائيلية. وأكدت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم أن الفلسطينيين لن يقبلوا نكبة أخرى يرحل بسببها الآلاف لمهاجر جديدة، وقد كانت خطيئة الهجرة وقت حرب (1948) عندما تدفق على البلدان العربية وغيرها طوفان من البشر كانت كارثة ومع أن حروبا تجددت وبقي الفلسطيني يناضل داخل أرضه ومنع أي خروج جديد فإن إسرائيل عجزت عن خلق تهجير قسري جديد. وتابعت الصحيفة :لقد أغرت أستراليا وكندا بناء على ضغوط أمريكية قبول هجرة أعداد كبيرة من الفلسطينيين لتفريغ أرضهم لمصلحة إسرائيل، وهي رغبة استمرت إلى اليوم، لكن هذه الإغراءات لم تشمل لاجئي الأردن ولبنان وسوريا لأن هؤلاء يعتبرون مقيمين على أرض عربية يجب أن تؤويهم. واستطردت :الرعب الذي يجتاح إسرائيل الأرقام الإحصائية بتصاعد أعداد الشعب الفلسطيني داخل أرضه المحتلة في غزة أو الضفة الغربية حتى أن فرضية زيادة هذه الأرقام أكدت أنه في عام (2020) ستجعل الفلسطينيين الأكثرية على الشعب الإسرائيلي نظرا لانخفاض الهجرة وكثرة المواليد بينهم، وهذا الهاجس المخيف فرض التوسع بالاستيطان وتقطيع المساحات الفلسطينية حتى لا تقوم دولة موازية عربية. لكن آخر تقليعات إسرائيل عرضها خمسمائة ألف دولار لكل أسرة تهاجر من الضفة الغربية، وهي تعرف أن أصغر أسرة تعدادها لا يقل عن خمسة أفراد، لكن أين تتجه وما المدن والدول التي ستقبل بهم غير واضحة، غير أن الفلسطيني لا يمكنه المساومة على كيان يراه رمز وجوده، وبالتالي فالعملية غير مستجابة. وهذا الدافع عند الإسرائيليين يريدون منه تحقيق دولة إسرائيل الخالصة لليهود فقط، وهو حلم طالما استعملت إسرائيل لتحقيقه وسائل العنف ومغريات دولية وأخيرا تعويضات تدفعها من أموال يهود العالم لطرد الفلسطينيين بالأسلوب المادي. واكدت "الرياض" أن تعزيز الوجود الفلسطيني على أرضه قضية تعتمد على الدعم العربي ماديا وسياسيا، ومصالحه بين قواهم، واعتماد سياسة النفس الطويل أي تنمية الشعب وفتح الأبواب لصادراته وتعزيز دوره الاجتماعي والتربوي حتى تكون الكوادر الوطنية عامل أساس في بناء اقتصاد فلسطيني مستقل عن إسرائيل.