مبنى أثرى ضخم أشبه بخرابة مهجورة، تسكنها الزواحف والقوارض، بدت عليه علامات الإهمال واندثار المعالم المميزة له، بعد أن أحاطت به القمامة من كل مكان، إنه مبنى المحطة الملكية للملك فؤاد الأول، ملك مصر والسودان، التي تقع بمدينة كفر الشيخ خلف المعهد العالي للخدمة الاجتماعية، حيث تقع بمنطقة منشية فؤاد القبلية بمدينة كفر الشيخ، على شريط السكك الحديدية الواصل بين خط "شربين – قلين". فقد حظيت محافظة كفر الشيخ بامتلاكها قصرًا ملكيًا تم إنشاؤه في عهد محمد سعيد باشا والى مصر وانتقلت ملكيته إلى الأمير محمد عبد الحليم باشا عام 1861 ، حيث اشتهر القصر بين الأثريين وأبناء كفر الشيخ باسم "استراحة الملك فؤاد" نظرًا لقيام الملك فؤاد الأول بإنشاء عدة مبانٍ جديدة بالقصر ومحطة سكة حديد بالقرب منه أطلق عليها "محطة الملك فؤاد". وكانت محافظة كفر الشيخ في هذا الوقت جزءًا من محافظة الغربية تحت مسمى "مديرية الفؤادية" نسبة إلى الملك فؤاد الذي زارها أكثر من مرة، والقصر حاليًا مملوك لهيئة الأوقاف المصرية وتم تأجيره ليشغله المعهد العالي للخدمة الاجتماعية بكفر الشيخ، وقامت مديرية الآثار بالمحافظة بمحاولات عديدة لاستلام القصر وترميمه كأثر لمكانته الأثرية العظيمة، وباءت هذه المحاولات بالفشل. الكارثة الكبرى فيما آلت إليه المحطة الملكية للملك فؤاد التي تحولت إلى خرابة مع سبق الإصرار والترصد للإهمال الجسيم الذي حول هذا المكان الأثري إلى مقلب للقمامة لعدم استغلاله أو استثماره بالشكل الأمثل الذي يليق بمكانته الأثرية، حيث أغلقت أبوابه الخشبية ومداخله بالطوب والحجارة لمنع استغلاله لأن يكون وكرًا للأعمال المخالفة، والخارجة على القانون. وكشفت مصادر خاصة ل"صدى البلد"، أن هذه المحطة تقع تحت إشراف وزارة الآثار، وتم الاتفاق في عهد محافظي كفر الشيخ السابقين لاسيما في عهد المستشار محمد عزت عجوة، محافظ كفر الشيخ الأسبق، على تطوير هذه المنطقة الأثرية والاهتمام بها، وإعادة ترميمها للحفاظ على هذا الأثر العظيم، والاستفادة منه لأن يكون مزارًا سياحيًا وأثريًا إلا أن الاعتمادات المالية حالت دون تنفيذ ذلك التطوير وأصبحت خرابة تنعي بانيها. وأضافت المصادر، أن اقتراح تطوير وزارة الآثار لها تضمن إعادة تأهيل وتوظيف الأثر بما يتناسب مع طبيعته وإقامة مكتبة الكترونية بها تتصل الكترونيًا بمكتبة الإسكندرية فيستطيع الباحث الاطلاع على الكتب الموجودة بالمكتبة المركزية بالإسكندرية دون الذهاب إليها أو اتخاذها مقرًا لتفتيش آثار كفر الشيخ مع وضع بعض الضوابط كإقامة فاصل بين شريط السكة الحديدية والمحطة بارتفاع مناسب، ولكن مقترحات التطوير ذهبت أدراج الرياح ولم يتحرك ساكن إلى الآن. ورصد "صدى البلد" المأساة الحقيقة التي آلت إليها محطة فؤاد الملكية لعلها تجد استجابة عند الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور خالد العناني، وزير الآثار، والدكتور إسماعيل عبد الحميد طه، محافظ كفر الشيخ، من أجل تطوير هذه المحطة الملكية بما يتناسب مع مكانتها التاريخية والأثرية والحفاظ عليها بعد أصبح المبنى مأوى للقوارض والزواحف ، ويسكنه الأشباح.