أعلنت الأكاديمية السويدية، اليوم الجمعة، عن فوز الناشطة الإيزيدية نادية مراد والطبيب الكونغولي دنيس موكويجي بجائزة نوبل للسلام. نادية مراد ناشطة حقوقية نجت من الاسترقاق الجنسي على يد تنظيم داعش الإرهابي في العراق. وسبق أن التقت الفتاة الإيزيدية في ديسمبر 2015 بالرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث أكدت حينها أنها تشرفت بلقائه الذى استمع إلى قصتها، وأنها التقت رئيسًا من أعظم رؤساء العالم، مشيرة إلى أن الرئيس أكد لها أنه لن يكون هناك مكان للإرهاب وسيعود السلام حتمًا. وعقب اللقاء توجهت الفتاة الإيزيدية بالشكر لمصر وللرئيس السيسى نيابة عن المجتمع الإيزيدى للتفاعل مع قضيتها وقضية مجتمعها، مشيرة إلى أن مجتمعها يعانى من ويلات الإبادة الجماعية. وأكدت الفتاة أنها قصدت مصر لأنه بلد ولدت على أرضه أولى الحضارات البشرية، بلد التسامح والأقليات والفكر المعتدل. وأوضحت في ذلك الوقت انه لم يخرج أى شخص من منطقتها سالما، فهناك الآلاف من القتلى وغيرهم لا نعرف عنهم شيئًا، قائلة: "هناك المئات من العجزة والمعاقين الذين تركوا فى بيوتهم وماتوا جوعا أو عطشا، وتم قتل النساء ومن بينهن أمى.. تم قتل الرجال ومن بينهم 6 من إخوتي، وسبى النساء ومن بينهن أنا والعشرات من أقربائى". وأوضحت الفتاة الإيزيديه أنها سردت للرئيس السيسى ما قام به تنظيم داعش معهم، مشيرة إلى أنهم أعطوا لهم خيارين لا ثالث لهما، الدخول فى الإسلام (أو بمعنى أصح الإسلام على النسخة الداعشية) أو الموت، وحتى الذين قبلوا بشروط "داعش" فى أغلب الأحيان تمت تصفيتهم. وقالت نادية مراد للرئيس إن داعش يعتبرونهم كفارا استخدموا تفسيرهم "للشريعة وسبوا كل امرأة إيزيدية حتى من كن فى عمر التاسعة، واستخدموهن للاستعباد الجنسى، وجندوا الأطفال الإيزيديين فى معسكرات غسل الأدمغة، وحرقوا أكثر من 15 من العجزة فى أحد المعابد التى كانوا يقصدونها لطلب السلام من الله لكل الأرض والبشرية. كما أشارت نادية إلى أنها سردت للرئيس السيسى أن معبدهم فى "لالش" يشعل 365 شمعة كل أربعاء ويدعون الله أن تكون هذه الشموع الأمل والسلام لسائر البشرية، موضحة أن مجتمعها مسالم ولم يشن حربا على الإسلام ولم يتسبب فى إيذاء أحد ويعمل من أجل لقمة العيش. وقالت نادية للرئيس إنها جاءت كى تخبره بقصتها وما اقترفه داعش بحق أسرتها ومجتمعها بحق النساء والأطفال، وأنهم أخذوها من مكان لآخر وقاموا بفصل النساء فوق عمر الأربعين ومن لم يرغبوا فيهن قاموا بقتلهن. وأكدت نادية للرئيس أن تنظيم "داعش" قام بتوزيع الإيزيديات على مقاتليهم فى الموصل، والتقاط صور لهن ووضعوها فى المحكمة الإسلامية، مشيرا إلى أن أكثر من 12 شخصا لامست يدهم جسدها وهتكوا شرفها، وأنها كأى فتاة محافظة تربت فى مجتمع محافظ، موضحة أن أكثر من 6 "وحوش" من داعش قاموا باغتصابها مجتمعين حتى فقدت الوعى. وأضافت نادية للرئيس إنها جاءت للقائه بعد أن فقدت أسرتها، موضحة أنها جاءت كابنة للشرف الإنسانى الذى يجمع المجتمعات كلها، بعد أن تشرد أكثر من نصف مليون إنسان إيزيدى جائع فقد كل ما يملك، وأكثر من 3400 طفلة وامرأة بيد "داعش" يتم هتك كرامتهن، ومجتمعها يخرج من أرضه ويموت الأطفال بالمئات كل يوم بحثا عن وطن آمن يحفظ لهم كرامتهم. وأثنت نادية خلال حديثها مع الرئيس على مصر وشعبها لأنها وجدت فى مصر الحضارة المصرية الإسلامية المعتدلة، متمنية أن يتم إنقاذها لافتة إلى أنها قصدت زيارة الرئيس لأنه يملك من العزيمة والمكانة فى العالم الإسلامى لتخليص مجتمعها من الإبادة، وللتعبير للعالم الإسلامى على أنهم ليسوا كفارا وأنهم لا يستحقون ما يحدث لهم.