ذكرت مجلة دير شبيجل الألمانية أن العلاقة غير الودية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو تعكس الشكل الحقيقي للعلاقة بين روسيا والاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أنه على الرغم من ازدهار الروابط الاقتصادية بينهما إلا أن كلا الطرفين يتحرك مبتعدا عن الآخر على المستوى السياسي ولا يعرف كلاهما كيفية التعامل مع هذا الوضع. وأشارت المجلة - في تقرير بثته بموقعها على شبكة الإنترنت - إلى القمة التي جمعت بوتين وباروسو في يونيو الماضي في سان بطرسبرج الروسية ، حيث بدا واضحا أن الرئيس الروسي ينظر إلى السياسي البرتغالي بوصفه عنصرا غير مهم ، رغم أن الصحافة الروسية تعاملت مع زيارة باروسو لسان بطرسبورج بشكل إيجابي ، ووصفته آنذاك بالقيصر. وقالت إن سلبية العلاقة بين الزعيمين تعكس في حقيقة الأمر خلافات أكبر حجما في العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي ، فخلال الترتيبات المتعلقة بالقمة الروسية الأوروبية المقرر عقدها غدا الجمعة في العاصمة البلجيكية بروكسل طفت الخلافات بين الجانبين على السطح لتنحي جانبا رغبة روسيا في إعفاء مواطنيها من ضرورة الحصول على تأشيرة لدخول دول الاتحاد الأوروبي. وأضافت المجلة أن رغبة بوتين في تعزيز توغل عملاقة النفط الروسية شركة (جازبروم) داخل الاتحاد الأوروبي ، وقيامه بفرض تعريفة جديدة على السيارات المستوردة ، هي أمور ينظر إليها مسئولو الجانب الأوروبي بوصفها انتهاكا من موسكو لقوانين منظمة التجارة العالمية ، والتي لم يمر وقت طويل على انضمامها إليها. وعلى الرغم مما سبق ، فإن روسيا الدولة الأكبر من حيث المساحة على مستوى العالم والاتحاد الأوروبي أقوى الكتل الاقتصادية أصبحا أكثر اندماجا وتشابكا على المستوى الإقتصادي ، ومع اعتماد كل طرف منهما على الآخر اقتصاديا إلا أن العلاقات السياسية بينهما تشهد تراجعا وابتعادا عن بعضهما البعض ، وعلى ما يبدو فإن الطرفين لا يملكان خطة مشتركة لحل هذه المعادلة في المستقبل.