* بحيرة البردويل تستعد لموسم الصيد الجديد لإنتاج أفخر أنواع الأسماك * اهتمام بالحفاظ على أحجام الأسماك لتلائم المواصفات التصديرية تأتي بحيرة البردويل على رأس بحيرات مصر الشمالية التي تهتم بها الدولة، نظرا لتميزها في نوعية الأسماك المنتجة منها، ولكونها البحيرة الوحيدة التي مازالت بعيدة عن مصادر التلوث بأنواعها. تصل مساحة بحيرة البردويل إلى 168 ألف فدان، وهذا المسطح المتاح منه للصيد نحو 60% فقط، وتنتج أفخر أنواع الأسماك الفاخرة المعدة للتصدير إلى أوروبا، ومنها الدنيس وموسي والقاروص، لكن بدأ إنتاج هذه النوعية في التراجع ويحل محلها القشريات "الجمبري والكابوريا"، والبحيرة من أنقى بحيرات مصر لخلوها من جميع أنواع التلوث. وأكد الدكتور خالد عبد العزيز الحسني، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، بدء موسم الصيد بالمسطح المائي لبحيرة البردويل لمدة شهر واحد «تجريبي» اعتبارًا من الجمعة المقبل 3 أغسطس، وحتى الجمعة الموافق 31 أغسطس المقبل. وذكر «الحسني»، أنه أثناء التنفيذ وفي حالة ورود أي تقارير تفيد بأن هناك مخالفات صيد أو وجود ضرر على المخزون السمكي بالبحيرة أو أي مخالفات أخرى قد يكون لها أثر سلبي على البحيرة، يحق للهيئة إيقاف الصيد في أي وقت خلال الفترة المحددة. من جانبه، أكد الدكتور شكري سالمان، مدير مكتب المصايد بالعريش، أن إجمالي عدد مراكب الصيد العاملة ببحيرة البردويل، يبلغ 1228 مركبًا، وأن عدد الصيادين يبلغ نحو 4000 صياد ونحو 1000 من معاوني الخدمات، وأن عدد جمعيات الصيادين 6 جمعيات، منها جمعيتان في العريش و4 جمعيات في بئر العبد. وفي إطار عملية الاستعداد لموسم الصيد، فقد قامت إدارة البحيرة بتوفير 2 لنش لمنع مراكب الجر من الاقتراب للبواغيز، والتي تصطاد زريعة الأسماك وأمهاتها من أمام البواغيز أثناء خروج الأسماك إلى البحر، ما يؤثر علي المخزون السمكي، خاصة أثناء فترات التوالد والتكاثر، كما أن هناك محركات ذات قدرات عالية في مراكب الصيد المتزايدة والتي تعمل داخل مسطح البحيرة، فقد تم تركيب شباك على فتحات البواغيز. وتبذل الإدارة البحرية جهودا مستمرة لاستخراج مخلفات الهياكل الحديدية وخزانات المياه القديمة التي يتم إلقاؤها لتجمع الأسماك عليها، هذا بالإضافة إلى استكمال أعمال التطوير لبوغازي 1، 2 وفتح قنوات شعاعية جديدة، حيث يصل إجمالي كميات الرمال المستهدف إزالتها هذا العام إلى حوالي 300 ألف طن مكعب، للحفاظ على درجة ملوحة المياه من 45 إلى 55 درجة. وأعدت إدارة البحيرة خطة لزيادة إنتاجها من بعض الأنواع المطلوبة محليا ودوليا مثل الدنيس والبوري، عن طريق إقامة حضانات لزريعة الأسماك ومناطق محمية، ومن أجل ذلك فإن مشروعات تطوير البحيرة تشمل تطوير البواغيز الرئيسية بها، وذلك بعمل صيانة لمرافقها، وتطوير المراسي التابعة لها، وإنشاء الحواجز والقنوات الشعاعية، وتوفير كراكة ذات قدره عالية للعمل داخل البحيرة بصفة مستمرة، إلى جانب تطوير مراسي البحيرة، وإقامة أعمال الحماية اللازمة للحفاظ عليها وتنمية الثروة السمكية بها. وأوضح أن الهدف من مشروعات التطوير هو تنمية الثروة السمكية ببحيرة البردويل والحفاظ على التنوع السمكي لاسيما وأنها تنتج الأنواع القاعية التصديرية والفاخرة من الأسماك مثل أسماك الدنيس والعائلة البورية والقاروص والوقار والجمبري وموسي، كما أن عملية تصدير الأسماك إلى الخارج تتزايد بصورة مطردة بعد التزام الشركات بالمواصفات والمعايير التصديرية، والتي تخضع لإجراءات الهيئة العامة للخدمات البيطرية. وقال الحاج عيد أبو رجل، رئيس جمعية البردويل، إن مشروعات التطوير التي تنفذها الشركة الوطنية لتنمية الثروة السمكية والأحياء البحرية بالتعاون مع هيئة الثروة السمكية تعد بداية قوية لاستعادة أمجاد بحيرة البردويل وزيادة معدلات صيد الأسماك الفاخرة. وأكد الشيخ سالم التوني، رئيس جمعية 6 أكتوبر، أن إقامة مصانع للثلج تساعد الصياد على استكمال رحلة الصيد داخل مسطح البحيرة لعدة ساعات بما يمكنه من صيد كميات كبيرة وتخزينة داخل ثلاجات على سطح المركب إلى حين خروجه على الساحل. وقال التوني إن إضافة مفرخات سمكية سيعمل على زيادة الكميات الإنتاجية من الأسماك وتحقيق طفرة في صيد كميات كبيرة من الأسماك القاعية، خاصة مع وجود محميات طبيعية تعمل على زيادة أحجام الأسماك. وأكد الصيادون أن وجود مشروعات لتنمية وتطوير البحيرة يؤكد مدى الاهتمام الذي توليه الدولة تنفيذا لتوجيهات الرئيس السيسي، خاصة أنها البحيرة الوحيدة الخالية من التلوث، ووجود أسماك فاخرة من إنتاج بحيرة البردويل تصدر للخارج تأكيد على أهميتها، وأن إقامة مشروعات خدمية تساعد الصيادين كثيرا في عمليات الصيد والارتقاء بمستواهم وزيادة معدلات الدخل.