سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بغداد بين السقوط الثالث والانتصار على الفساد.. تجدد الاحتجاجات في العراق للمطالبة بتحسين الأوضاع .. البصرة كنز النفط العراقي تعاني من انقطاع الخدمات الأساسية.. ومقتل 14 شخصا بسبب أعمال الشغب
* تواصل الاحتجاجات في العراق على مدار الثلاثة أسابيع الماضية * بغداد خسرت تيريليون دولار منذ سقوط صدام حسين * المتظاهرون يطالبون بملاحقة الفاسدين وحل مشكلة البطالة يشهد العراق احتجاجات واسعة في مختلف المحافظات منذ الثامن من يوليو الجاري وذلك بعد أيام من الإعلان عن نتيجة الانتخابات التشريعية في البلاد، حيث بدأت الاحتجاجات من محافظة البصرة وامتدت منها إلى مناطق أخرى وصلت إلى العاصمة بغداد فيما وصفها العض ب"ثورة الجياع" ، وسيطرت مطالب الإصلاح الاقتصادي وتوفير الوظائف محتجين على سوء الخدمات في البلاد بسبب تفشي الفساد في البلد الغني نفطيا، وفي هذا السياق ورغم محاولات احتواء الأزمة ، اندلعت احتجاجات أخرى اليوم في مناطق متفرقة من البلاد. وأشارت قناة "فرانس 24" الفرنسية، إلى أن العراق سقطت للمرة الأولى عقب سقوط نظام صدام حسين في 2003 حيث تعرضت العديد من المؤسسات الحكومية والمصارف للسرقة وتفشى الفساد في عدد لا بأس به من القطاعات خلال السنوات الماضية، وكانت الكارثة الكبرى أو السقوط الثاني هي سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على عددا من المناطق في البلاد متخذا بعدما اتخذ التنظيم الإرهابي من الموصل مقرا له، وحذرت القناة من كون تلك الأحداث قد تشكل سقوطا جديدا للعراق ودخول البلاد في أزمة جديدة إضافة إلى ما تعانيه، أو أنها ستكون الحل للانتصار على الفساد وتحقيق مطالب المواطنين. فيما ذكرت قناة "السومرية نيوز" العراقية، أن البلاد خسرت نحو تيريليون دولار من المال العام العراقي منذ سقوط صدام حتى الآن وذلك بسبب الفساد المتفشي في عديد من القطاعات، أدت إلى سرقة الكهرباء مثلا وسرقة ثروات البلد الغني بالنفط. وشهدت البلاد مظاهرات عدة على مدار اليوم ، حيث فرقت قوات أمنية بالقوة اعتصامًا لعشرات المحتجين على سوء الخدمات والبطالة بعد إغلاقهم الطريق المؤدي إلى حقل غرب القرنة 2 النفطي، ونظم أهالي ناحية الهوير شمال البصرة اعتصامًا مفتوحًا للمطالبة بتشغيل العاطلين عن العمل، وتحسين الواقع الخدمي في الناحية، فيما يستعد متظاهرون آخرون لنصب خيمهم مقابل مبنى الإدارة المحلية مساء اليوم. كما تظاهر آلاف العراقيين في بغداد والمدن الكبرى في جنوبالعراق للتنديد مجددا بالفساد وبقادتهم على خلفية الأزمة السياسية، منددين بنقص الخدمات العامة وانقطاع الكهرباء والمياه والبطالة، ولاقى نحو 14 شص مصرعهم على مدار الثلاثة أسابيع الماضية، بينما لا يظل القاتل مجهول، حيث يتهم البعض قوات الأمن بإطلاق النار على المحتجين بينما يرى آخرون أن مندسين هم وراء أعمال الشغب وإطلاق النار خلال المظاهرات، حيث حاول المتظاهرون على مدار الأيام الماضية اقتحام عدة مباني حكومية وحقول نفطية للتعبير عن غضبهم ، مثل اقتحام مطار النجف الذي تسبب في عرقلة حركة الطيران بالمطار لساعات وفرضت السلطات العراقية حظر التجوال في جنوب البلاد على إثر تلك الاحتجاجات التي شهدت أعمال عنف. فيما أشارت قناة "فرانس 24" ، إلى أن البصرة شرارة انطلاق الاحتجاجات التي انتقلت منها إلى باقي أنحاء البلاد، تنتج نحو 70% من النقط في البلاد وفي الوقت ذاته تعاني من نقص الخدمات الأساسية مثل المياه وتعاني من انقطاع شبه دائم للكهرباء ، مما أدى لخروج المتظاهرين في الشوارع منددين بالفساد الذي ضرب البلاد خلال السنوات الماضية ، مطالبين الحكومة والمسؤزلين في البلاد بتغييرات وإصلاحات جذرية وتحسين أوضاع المواطنين. تتزامن تلك الاحتجاجات مع دخول البلاد للمرة الأولى في حالة من "الفراغ التشريعي"، وذلك بعد انتهاء الدورة الثالثة للبرلمان وغياب برلمان جديد في انتظار إعادة فرز أصوات الانتخابات التشريعية الأخيرة يدويا، والتي أشارت نتائجها قبل الأمر بإعادة الفرز يدويا إلى فوز التحالف الذي يقوده الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، كما تم استهداف صناديق الاقتراع في المخازن أكثر من مرة ونشب حريق ضخم في أحد مخازن صناديق الاقتراع في العاصمة بغداد.