* يوسف شريف رزق الله يكتب ل "صدى البلد" عن مهرجان كارلوفى فارى: * عرض 240 فيلما * اختيارات غير جيدة في المسابقة الدولية * تكريم تيم روبنز وبارى لنسون مهرجان كارلوفى فارى السينمائى الدولى الذى أقيم مؤخرا فى تلك المدينةالتشيكية هو أحد 15 مهرجانا دوليًا معترفًا بها كمهرجانات حرف "أ" (منها كان وبرلين وفينيسيا وموسكو وطوكيو والقاهرة). وقد أنشئ المهرجان سنة 1947، وبعد عشر سنوات اعترف به الاتحاد الدولى للمنتجين كمهرجان حرف "أ"، ولكن مع ظهور مهرجان موسكو السينمائى الدولى على الساحة، قرر الاتحاد منح صفة حرف "أ" إلى دولة واحدة فى الكتلة الشرقية فأصبح المهرجانان يقامان بالتناوب من 1959 إلى 1993، واعتبارًا من هذا التاريخ أصبح من حق كل من هذين المهرجانين أن يقام سنويًا. وتعيش مدينة كارلوفى فارى تسعة أيام من البهجة خلال المهرجان، حيث يحضر إليها شباب من المدن والقرى المحيطة بها، مما يجعل كل الحفلات فى جميع دور العرض فى قصر المهرجانات وهو فندق "تيرمال" وغيرها كاملة العدد فى 99% من الحفلات، وهناك نظام وضعته إدارة المهرجان بموجبه يستطيع الصحفى أو الضيف أن يحصل يوميا على ثلاث تذاكر مسجل عليها رقمى الصف والمقعد فى دار العرض الرئيسية فى الفندق. ولأن هناك عددا من المشاهدين اشتروا تذاكر ولكن بدون أرقام، فيصرح لهم بدخول قاعة العرض واحتلال المقاعد الخالية نتيجة عدم حضور شاغليها، وذلك قبل 5 دقائق من بدء الحفل. ويبلغ عدد دور العرض التى تعرض بها الأفلام فى الفندق الرئيسى 11 قاعة، وتبدأ عروض بعضها الساعة الثامنة صباحا وأخرى الساعة التاسعة وثالثة فى العاشرة، أما آخر العروض فبدايتها فى العاشرة والنصف مساء. وقد بلغ عدد الأفلام المشتركة فى أقسام المهرجان المختلفة هذا العام 240 فيلما موزعة على 11 قسمًا، منها المسابقة الدولية والقسم الرسمى خارج المسابقة ومسابقة شرق الغرب ومسابقة الأفلام التسجيلية والعروض الخاصة وآفاق ونظرة أخرى والأفلام التشيكية 2017- 2018. تكريمات وتم هذا العام تكريم الممثل والمخرج الأمريكى "تيم روبنز"، البالغ من العمر 60 عامًا، والحائز على جائزة أوسكار أحسن ممثل مساعد عن دوره فى فيلم "نهر ميستيك"، وقام بإخراج ثلاثة أفلام بين عامى 1992، وقد مُنح فى حفل الافتتاح جائزة بإسم رئيس المهرجان تقديرًا لمسيرته الفنية. وفى نفس الحفل وتكريما للمخرج التشيكى الكبير "ميلوش فورمان" الذى توفى فى 12 أبريل الماضى عن 86 عامًا تم عرض ثانى أفلامه التشيكية "غراميات شقراء" (1965) والذى رشح لأوسكار أحسن فيلم أجنبى. والمعروف أن "ميلوش فورمان" هاجر إلى الولاياتالمتحدة بعد دخول قوات حلف وارسو الجمهورية التشيكية للتصدى لربيع براج، وهناك أخرج ثمانية أفلام بين 1971 و2006، ومن أشهرها "طار فوق عش المجانين" سنة 1975 (نال خمس جوائز أوسكار منها أحسن فيلم وأحسن ممثل"جاك نيكلسون" وأحسن إخراج، والفيلم الاستعراضى "هير" (أو "شعر") ورائعته "أما ديوس" (8 جوائز أوسكار سنة 1985 منها أحسن فيلم وأحسن مخرج وأحسن سيناريو). أما فى حفل الختام، فكان التكريم للمخرج الأمريكى "بارى لنسون" المولود سنة 1942 والحائز على جائزة أوسكار الإخراج فى عام 1992 عن فيلم "رجل المطر" من بطولة "داستن هوفمان" و "توم كروز"، وهو العمل السينمائى الذى عرضه المهرجان فى إطار تكريمه. ومن مزايا المهرجان أنه يوفر للضيوف فرصة مشاهدة عدد كبير من الأفلام من خلال مكتبة الفيديو، حيث يمكنك حجز فترة مشاهدة يومية مدتها ثلاث ساعات من التاسعة صباحًا وحتى العاشرة مساءً، وتتكون المكتبة من 15 جهاز فيديو مسجل عليها حوالى مائة فيلم من كل الأقسام. المسابقة الدولية ضمن المسابقة الدولية اثنا عشر فيلما من بولندا وجمهورية التشيك ورومانيا وروسيا وسلوفانيا وتركيا وإسرائيل وكندا والأرجنتين وجمهورية الدومنيكان. للأسف لم تكن اختيارات المسابقة الدولية جيدة إلا قليلًا، ومنها الفيلم الرومانى التشيكى الفرنسى البلغارى الألمانى المشترك "لا أهتم إذا اعتبرنا التاريخ همجيين" من إخراج الرومانى "رادو جود"، وقد نال جائزة الكرة الكريستال وهى الجائزة الكبرى، ويتناول اضطهاد الحكومة الرومانية لليهود بالتعاون مع الألمان أثناء الحرب العالمية الثانية. وقد استغربت جدًا من اختيار لجنة التحكيم للفيلم الأرجنتينى البرازيلى "حلم فلوريانا بوليس" للمخرجة "أنا كاتز"، لمنحه جائزة لجنة التحكيم الخاصة، تدور أحداث الفيلم حول قيام أسرة أرجنتينية مكونة من زوجين على وشك الانفصال وابنهما وابنتهما برحلة استجمام فى البرازيل، المفروض أن الفيلم كوميدى ولكنه من أسخف الأعمال السينمائية الكوميدية التى شاهدتها فى حياتى، وبالإضافة إلى جائزة لجنة التحكيم قررت تلك اللجنة تأكيد إعجابها بالفيلم بمنح "مرسيدس موران" جائزة أحسن ممثلة، أما جائزة الإخراج فكانت من نصيب الفيلم التشيكى "شتاء الهروب" عن مغامرات اثنين من المراهقين سرق أحدهما سيارة وانطلقا بها فى الطرق السريعة، حيث تنتظرهما الكثير من المفاجآت. المسابقة التسجيلية أما مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة، فقد ضمّت 12 فيلما منها فيلم مصرى وآخر لبنانى، الفيلم المصرى هو "الحلم البعيد" للمخرجين "مروان عمارة" والألمانية "جوانا دومكى" وتجرى أحداثه فى شرم الشيخ، حيث يلتقى المخرجان بمجموعة من العامين فى تلك المدينة التى تعانى من انخفاض السياحة. أما الفيلم اللبنانى" الأرجوحة"، فبطلانه زوجان مسنان؛ الرجل فى التسعين وزوجته تجاوزت الثمانين بقليل، وهى تخشى إخبار الزوج بوفاة ابنتهما وتبلغه بأنها فى رحلة سفر خوفًا على تدهور صحته. وفى قسم "نظرة أخرى"، عرض الفيلم المصرى "أمل" يشارك فى إنتاجه لبنان وفرنسا وألمانيا والنرويج والدنمارك وقطر، وهو من إخراج محمد صيام الذى اختار فتاة مصرية ذات شخصية مستقلة ويتابعها سنويا منذ أيام ثورة يناير 2012 وحتى عام 2017 مع تسجيل ردود أفعالها حيال الأحداث السياسية والاجتماعية فى مصر.