أكدت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف أنَّ حبَّ آل البيت أمر لا يُزايد علينا فيه أحدٌ، بل إنَّنا نتقرَّب به إلى الله "تبارك وتعالى". وأضافت: لقد دأَب الأزهر الشريف على عدم تكفير أو كراهية أحد من المسلمين، فكيف بآل البيت، الذين نقلوا لنا ميراث النبوَّة، وحملوا إلينا الشرع الحنيف؟! مشيرة إلى أنَّ محبة آل البيت طاعة لله ولرسوله "صلى الله عليه وسلم" مِصداقًا لقوله تعالى: {قُلْ لا أسأَلُكم عليهِ أجرًا إلا المودةَ في القربَى}. وأكدت الهيئة ان الأزهر الشريف كما عَهِدَه المسلمون طوال عهوده يجمع ولا يفرق، يصلح ولا يفسد، يبني ولا يهدم، مما أهله لكي يكون بيتًا لجميع المسلمين على اختلاف طوائفهم؛ ينضوون تحت لوائه، ويجدون فيه مَلاذًا يلوذون به في الملمَّات والمحن والشدائد.. هذا هو الأزهر. جاء ذلك خلال رد هيئة كبار العلماء على ما جاء من افتراءات ومغالطات في جريدة اللواء الإسلامي في عددها (رقم 32) الصادر في الخميس 8 نوفمبر 2012، على لسان د. أحمد راسم النفيس، الباحث الشيعي، موجهة إلى شخص فضيلة الإمام الأكبر، الذي هو إمام للمسلمين جميعًا على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم. وأكدت الهيئة حِرص الأزهر الشريف على تدريس جميع مذاهب المسلمين في معاهده وكلياته؛ مما أعطاه ميزة التعدُّديَّة الفكريَّة التي انفرَد بها عن جميع المؤسَّسات العلميَّة في العالم، والذي جعله شامخًا وكعبة للعلم والعلماء، فالأزهر وإمامه يُمثِّلان ضمير الأمة ورمزًا للوسطية والاعتدال. إن الأزهر الشريف إنما يتصدى للذين يكفرون صحابة رسول الله "صلى الله عليه وسلم" ومَن والاهم؛ ويكفرون أهل السنة والجماعة - الذين يمثلون 90% من المسلمين - والذين يسعون إلى نشر المذهب الرافضي في المجتمعات السنية لخلخلة وحدتها الفكرية والثقافية، الأمر الذي يحولها إلى مجتمعات طائفية بأسها بينها شديد، وذلك حتى تعجز عن التقدم والخروج من المأزق الذي هي فيه، وبهذا المخطط الخبيث تتحقق مقاصد الصهيونية والاستعمار. واستنكر هذا السلوك الذي لا يتسق مع شيم العلماء، والبعيد عن المبادئ والقيم الإسلامية، ولا يمكن أن يدخل في مهاترات جدلية تثنيه عن رسالته السامية، التي تحملَها طوال تاريخه، والتي ينتظرها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها.