انطلقت بالعاصمة الأردنيةعمان، اليوم/ الاثنين/ أعمال الاجتماع الثامن عشر لرؤساء المجالس واللجان الوطنية للسكان في الدول العربية، تحت شعار "السكان والتنمية في إطار أجندة التنمية المستدامة" برعاية الأميرة بسمة بنت طلال، سفيرة النوايا الحسنة لصندوق الأممالمتحدة للسكان. ويتناول الاجتماع، الذي يستمر يومين ويستضيفه المجلس الأعلى للسكان الأردني بالتعاون مع جامعة الدول العربية وبالشراكة مع صندوق الأممالمتحدة للسكان واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الاسكوا)، مجموعة من الموضوعات؛ أبرزها استعراض ومناقشة المقترح الذي تقدمت به الأردن حول إنشاء مجلس عالِ المستوى للسكان والتنمية ضمن منظومة الجامعة العربية، لكي يصبح الإطار الأعلى لتحديد السياسات السكانية وأطر وموضوعات التنمية السكانية في الوطن العربي. ومثّل مصر في الاجتماع، وفد برئاسة رئيس المجلس القومي للسكان الدكتور طارق توفيق، وعضوية رئيس قطاع السكان وتنظيم الأسرة الدكتورة سعاد عبدالمجيد، ومديرة مكتب متابعة السكان الدكتورة داليا رشيد. وأكدت الأميرة بسمة - في كلمة لها خلال افتتاح الاجتماع - أهمية إدماج القضايا السكانية في أجندة التنمية المستدامة في الدول العربية، مشددة على ضرورة الاستثمار الأمثل في الموارد البشرية العربية، وتبني سياسات تسهل انخراط الشباب في العمل والإنتاج، وصنع القرار، ومواءمة مخرجات التعليم مع متطلبات سوق العمل، إضافة إلى تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة. وأشارت إلى التغيرات السكانية الكبيرة، التي تشهدها المنطقة العربية، وبخاصة التسارع المستمر في النمو السكاني، وما يسببه من أعباء إضافية في الإعالة ومتوسط حجم الأسرة، وتغير التركيبة العمرية. ومن جانبه، أشار وزير العمل الأردني، نائب رئيس المجلس الأعلى للسكان الأردني، علي الغزاوي، إلى أن المنطقة العربية حققت نجاحات ملموسة على صعيد الأهداف الإنمائية للألفية السابقة، بخاصة في مجالي التعليم والصحة، غير أن بعض دول المنطقة شهدت انتكاسات تنموية واضحة حتى في أكثر عوامل التنمية ضرورة نتيجة للظروف الإقليمية التي تمر بها المنطقة. ودعا الغزاوي إلى تبني إنشاء مجلس عال المستوى للسكان والتنمية ضمن منظومة جامعة الدول العربية، لاستثمار السياسات السكانية في المنطقة والمواءمة بينها، وأبدى استعداد الأردن لاستضافة سكرتارية هذا المجلس ضمن المجلس الأعلى للسكان الأردني. بدورها، لفتت المستشار الإقليمي للسكان والتنمية في صندوق الأممالمتحدة للسكان، هاله يوسف، إلى أهمية الاجتماع في الدفع بقضايا السكان على المستوى الوطني والإقليمي، لا سيما فيما يخص متابعة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالسكان، والتقارير الوطنية الطوعية، منوهة باستعداد الصندوق لتقديم الدعم الفني والمالي اللازم لإنجاح المراجعة للمنطقة العربية. من جهتها، أكدت رئيسة قسم السكان والتنمية بلجنة الأممالمتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الاسكوا) كريمة القري، ضرورة التداول في قضايا السكان في المنطقة العربية وسبل التصدي للتحديات التي أرهقت البلدان العربية وسكانها، وأضعفت قدرة الحكومات على التعامل بمفردها مع الظواهر السكانية. بدوره، أشار السفير أحمد صلاح الدين نوح، مدير إدارة الدراسات والبحوث السكانية، بجامعة الدول العربية، إلى أن الاجتماع يحظى بأهمية بالغة، كونه سيضع الأساس الصلب والقاعدة المتينة التي سينشأ عنها الهيكل التنظيمي الإقليمي لقطاع السكان والتنمية. ودعا السفير نوح إلى تضافر الجهود لاعتماد الاقتراح المتكامل والجيد التوقيت الذي تقدمت به الأردن، واعتماد نظامه الأساسي واتخاذ كل ما يلزم لوضعه موضع التنفيذ والتطبيق في القريب العاجل، وضرورة المحافظة على دورية انعقاده، وتواصل أعماله بما يحقق تراكما في الأفكار والمعلومات وتطوير وطرح بدائل قوية وواقعية لتفعيل العلاقة بين السكان والتنمية في الإقليم العربي. ويناقش الاجتماع، برنامج العمل الإقليمي للسكان والتنمية للسنوات الأربع المقبلة(2018-2021)، والسياسات والقضايا السكانية في الوطن العربي، ويبحث عقد المؤتمر الإقليمي للدول العربية لاعتماد المراجعة الدورية لبرنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية وربطه ببرنامج عمل (أجندة) التنمية المستدامة، بالإضافة لاستعراض نتائج الدورة 50 للجنة الأممالمتحدة للسكان والتنمية والإعداد للدورة 51 وموضوعها "المدن المستدامة والحراك الإنساني والهجرة الدولية" . كما يناقش الاجتماع التحركات السكانية والهجرة المختلطة في الوطن العربي وما تخلقه من تحديات وفرص، بالإضافة لاستعراض برنامج عمل منتدى البرلمانيين العرب للسكان والتنمية لعام 2018 ومقترحات للتعاون المستقبلي.