في أجواء إيمانية حميمة، بدأت طلائع حجاج بيت الله الحرام في العودة إلى أوطانها، بعد أداء فريضة الحج، حيث استقبلهم ذووهم في المطارات المختلفة بالفرح والورود، مستبشرين بفتح صفحة جديدة مع الله، وانطلاق الأمة إلى آفاق جديدة من الوحدة والنجاح. ولا شك أن موسم الحج هذا العام هو الأفضل في الخدمات المقدمة من قبل السلطات السعودية للحجيج سواء من حيث الإقامة، والتنقلات، وتشغيل القطارات، ورمي الجمرات، وتوسعات الحرمين المكي والنبوي، الأمر الذي قلل من حدة الزحام، وساعد على تيسير أداء المناسك. ويضاعف من حجم الإنجاز أن هناك زيادة بنسبة 8% في عدد الحجاج هذا العام مقارنة بالعام الماضي، منهم نحو مليون شخص أدوا الحج دون ترخيص رسمي، بحسب الإحصاءات السعودية، مما شكل عبئا على حركة الحجيج، وحدا بالتالي بالسلطات السعودية إلى التعهد بالتصدي لهذه الظاهرة، خلال الأعوام المقبلة. وعلى صعيد الحجاج المصريين، تستمر رحلات عودتهم حتي 14 نوفمبر المقبل، في وقت شكا فيه بعضهم، تحديدا من حجاج القرعة، من سوء المخيمات في منى، وتكدسهم الشديد بها. وبرغم أن بعثتهم قدمت المطلوب منها في حدود إمكاناتها المتاحة إلا أن الحاجة تظل قوية لعلاج هذه المشكلة التي تكاد تتكرر في كل عام. ويشير البعض إلى وصول عدد حالات الوفيات بين الحجاج المصريين إلي 55 حالة، باعتباره رقما كبيرا، إلا أنها كانت حالات طبيعية، نظرا لكبر سن المتوفين، وإصابة بعضهم بأمراض مزمنة، فضلا عن أن مناسك الحج كانت مرهقة بالنسبة لهم، بسبب الزحام، والمشقة. في الوقت نفسه، يجب التذكير بأن أسعار الحج لهؤلاء الحجيج ما زالت مرتفعة، وتحتاج إلى تخفيضها للبسطاء إلى نحو 15 ألف جنيه، علما بأن الأمر لا يحتاج من الحكومة إلى إنشاء هيئة خاصة للحج والعمرة، كما يتردد، كي لا يكون هناك إهدار للمال العام. فإن كان ولابد من استحداث تلك الهيئة فيجب دمجها ضمن هيكل وزارة السياحة، للاستفادة من خبرات الأخيرة في توفير خدمات أفضل للحجيج. نقلا عن الاهرام