وجهت السلطات الأمنية في مصر اتهاماً إلى ضابط شاب استقال من الجيش قبل شهر لقيادة «خلية مدينة نصر» الإرهابية التي أشارت التحقيقات إلى صلة أعضاء فيها بالهجوم الذي نفّذه مسلحون على مقر القنصلية الأمريكية في بنغازي في 11 سبتمبر الماضي، حيث قُتل السفير كريس ستيفنز وثلاثة أمريكيين آخرين. وجاء - كما أوضحت جريدة "الحياة" اللندنية - في كشف «الخلية الإرهابية» في مصر، التي أفيد بأنها مرتبطة بتنظيم «القاعدة» في وقت صعّد زعيم التنظيم أيمن الظواهري حملته على نظام الحكم الجديد في مصر، داعياً «جميع الناس الشرفاء» إلى «حملة شعبية من أجل إنجاز الثورة التي أجهضت». وبعدما أكد أن «المعركة لم تنته لكنها بدأت»، قال إن «على الأمة الإسلامية في مصر خوض معركتها حتى النهاية لنصرة الشريعة الإسلامية». ووجه تساؤلات إلى الرئيس «الإخواني» محمد مرسي حول نياته تجاه إسرائيل، والأقباط المصريين، وآلية تطبيق الشريعة. وعلى صعيد التحقيقات في «الخلية الإرهابية» التي كُشفت هذا الأسبوع في مدينة نصر ومناطق أخرى، أفيد بأن سلطات الأمن أوقفت 5 أشخاص بتهمة الانتماء إلى الخلية وأمرت نيابة أمن الدولة بحبسهم 15 يوماً على ذمة التحقيقات. وعُلم أن من بين المتهمين ضابطاً في الجيش يدعى رامي أحمد محمد الملاح، وقال محامي الجماعة الإسلامية، الذي يدافع عن الضابط الموقوف إبراهيم علي ل «الحياة» إن موكله (29 سنة) ضابط مهندس متخصص في الرادارات، خدم في الجيش المصري وقدّم استقالته وهو برتبة نقيب منذ شهر فقط بعدما قرر إطلاق لحيته، وقُبلت هذه الاستقالة منذ أسبوع واحد، وأوضح أن سلطات التحقيق تتهمه ب «قيادة خلية مدينة نصر» التي قُتل أحد أعضائها وهو ليبي الجنسية يُعرف باسم «حازم». وأضاف علي أن الملاح قُبض عليه في ميدان «طلعت حرب» القريب من ميدان التحرير الخميس الماضي، بعد مداهمة بناية مدينة نصر بيوم واحد، لافتاً إلى أنه تم توقيفه أثناء استخراجه تأشيرة سفر سياحية إلى تركيا من إحدى شركات السياحة في منطقة وسط القاهرة، وأوضح أن تحريات الأمن الوطني تشير إلى أنه كان ينوي السفر إلى تركيا للتسلل منها إلى سوريا، كما ورد في التحقيقات. والملاح متزوج ولديه ولدان، وهو من مدينة دمياطالجديدة، وبحسب محاميه لم يُعرف انتماؤه في السابق لأي من الجماعات الجهادية، لكنه شرع في إطلاق لحيته قبل فترة، وهو أمر ينافي القواعد المعمول بها في الجيش المصري، ما دفعه إلى تقديم استقالته. وكانت سلطات الأمن دهمت بناية في ضاحية مدينة نصر (شرق القاهرة) ووكراً آخر لخلية إرهابية في التجمع الخامس، وأوقفت عدداً من المشتبه فيهم بعدما قتلت رجلاً أفيد لاحقاً بأنه ليبي الجنسية، وتردد أن الموقوفين من هذه الخلية على صلة بتنظيم «القاعدة» وأن بعضهم فر من ليبيا بعدما اشتركوا في تنفيذ الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي. واكتشفت السلطات الأمنية مخزناً للأسلحة في بناية مدينة نصر ضم ذخائر من أنواع عدة، وتفرض سلطات التحقيق السرية على تحقيقاتها في هذه القضية. وأفيد أمس، السبت، أيضاً بأن سلطات الأمن عثرت على كميات من الأسلحة والمتفجرات في منزل عائلة تركية على الطريق الساحلية قرب الإسكندرية وفُهم أن هذه الأسلحة كانت مخزنة هناك من دون معرفة العائلة.