ذكرت صحيفة "سبق" السعودية اليوم الاثنين أن قضية تمويل قطر واستثماراتها في مؤسسات الجماعات المتطرفة بهولندا بدت محل شبهات بين اليقين وعدم مصداقية الادعاءات بادئ الأمر، وما تردّد عن دعمها الخلايا الإرهابية وعناصر مُتطرفة. كما أن تكرار العمليات الإرهابية التي طالت مُدنًا أوروبية مثل العاصمة الفرنسية باريس والبلجيكية بروكسل ومدينة برشلونة الإسبانية أخيرًا، أثارت مزيدًا من مخاوف الأجهزة الأمنية في هولندا. وتمكنت صحيفة "البيان" الإماراتية في هولندا، من التقاط الخيوط الأولى وحصلت على وثائق من مصادرها داخل أروقة سفارة قطر في مدينة لاهاي؛ حيث أفادت مصادر "البيان" أن المدعو خالد بن فهد الخاطر؛ السفير السابق لقطر، الذي أبعدته المملكة الهولندية عن أراضيها في وقت سابق، قد أشرف على عمليات تمويلات المُنظمات الإرهابية عبر وسطاء بين السفارة وخلايا الإرهاب في هولندا وأوروبا. وتشير إحدى الوثائق إلى خطاب رسمي صادر من وزارة الخارجية القطرية في الدوحة من قسم الموارد البشرية عبر الفاكس بتاريخ 17 فبراير العام الماضي 2016 يحمل رقم: «وخ/6/ 4/ 62» وقد توسطت الرسالة كلمة (عاجل) الأمر الذي يُفسر بما لا يدع مجالًا للشك أهمية الرسالة، التي تضمنت كتابة اسم الوسيط ورقم جواز السفر ونوعيته بخط اليد، وذلك وفق اتفاق هو عبارة عن شفرة سرية. نص الوثيقة (1) سعادة الأخ/ خالد بن فهد الخاطر المحترم سفير دولة قطر لاهاي / هولندا. تحية طيبة وبعد.. بالإشارة إلى طلب السيدة/ أمنية عبدالعزيز موسى نور خبيرة بتاريخ 26 يناير 2016، بشأن صرف بدل عن المهمات الرسمية التي قامت بها خلال الفترة من 17 مايو 2015 إلى 31 يناير 2016 إضافة إلى بعض مصروفات انتقالات خلال تلك الفترة.. يُرجى التكرُّم بالإيعاز لصرف مبلغ 99750 ريالًا قطريًا (تسعة وتسعون ألفًا وسبعمائة وخمسون ريالًا قطريًا لا غير) بموجب الكشف المرفق طيه للسيدة/ أمنية نور؛ على بند المهمات الرسمية رقم 1245046 إضافة إلى مصروفات انتقالات بما يعادل مبلغ وقدره 463 يورو (أربعمائة وثلاثة وستون يورو لا غير) بحسب المُتبع، على أن تتم موافاتنا بالمُستندات الدالة على السداد؛ ليتسنى لنا استعاضتها لحساب البعثة. وثيقة (2) سجل حساب وأضاف المصدر الذي كشف عن سجل حركة بنكية، موضحًا رصد 3 مبالغ مالية قيمتها 257 ألف يورو عبارة عن (أمانات وزارة الداخلية أمانات الحرس الأميري شراء عدد (25) كلبًا لقسم الأثر بوزارة الداخلية القطرية)، وقال: "إن هذه المبالغ أكثر من ربع مليون يورو هي غطاء مُخالف تمامًا للحقائق، مُشيرًا إلى أنه تم استخدامها الأموال - في الدعم المالي اللوجستي، وشراء أجهزة هواتف محمولة متطورة وأعداد من أجهزة الكمبيوتر «لابتوب» لعناصر متطرفة، ومصروفات سفر ونفقات لأشخاص سافروا من هولندا إلى تركيا وتوجهوا للأراضي السورية". واستطرد: "مبلغ ال 116 ألف يورو الذي تم تسجيله لشراء كلاب لفت نظر مُراجع الحسابات، وأثار الشك لديه؛ حيث لم يعثر على ما يُفيد شراء كلاب أو شحنها إلى قطر، فلم يجد بوليصة شحن، أو فواتير تطعيم لشهادات صحية ضد الأمراض، وهو أمر ضروري تتطلبه إجراءات شحن الحيوانات خارج هولندا، وحينما تساءل المراجع عن مستندات ما تم تسجيله على أنه شراء كلاب طُلب منه الصمت وألا يتعرض لمثل هذه المواضيع". وثيقة (3) اختراق المساجد وأوضح مصدر في السفارة القطرية في لاهاي، أنه خلال شهر واحد تم سحب مبالغ نقدية بلغت 20 ألف يورو على 10 دُفعات هي عبارة عن 2000 يورو في كل مرة، تم دفعها نقدًا لأشخاص تتعاون مع سفارة قطر في جمع معلومات عن شباب تم ترشيحهم من أجل تأهيلهم لاختراق المساجد في هولندا لنشر معلومات تفيد أن قطر تدعم العمل الإسلامي وأماكن العبادة، وتعليم الدروس الدينية وتحفيظ القرآن. وثيقة (4) إشعار بنكي ويكشف هذا الإشعار البنكي مبالغ بقيمة 75 ألف يورو منها 67 ألف يورو تم تحويلها لعميل يُدعى «حلمي»، مجهول الهوية، ومن المُرجح أن صاحب الحساب الذي تلقى المبلغ هو شخصية وهمية، عبارة عن غطاء آخر لنفقات مشبوهة. تجدر الإشارة إلى أن قضية التمويلات المالية من دولة قطر لبعض المراكز الإسلامية تثير قلق المؤسسات الأمنية بهولندا، ومخاوف أجهزة الاستخبارات الهولندية بعد شراء قطر أخيرًا مبنى في مدينة روتردام بقيمة 1.7 مليون يورو من خلال المدير التنفيذي لمؤسسة الوقف نصر الدمنهوري؛ لتحويله لمركز تعليمي إسلامي، ما أثار حالة من اللغط في وسائل الإعلام الهولندية حول الأهداف الحقيقية لتنامى الاستثمارات التي مصدرها دولة خليجية بعينها لهذه المراكز.