بدأت اليوم (واحد توت) سنة 1734 القبطية فى التقويم الذي تستعمله الكنيسة الأرثوذكسية في مصر حتي الآن، حيث يعد التقويم القبطي هو التاريخ الديني الرسمي لطائفة الأقباط في مصر، والذى يرجع تاريخيا إلى بداية السنة المصرية القديمة. وقال الآثري على أبو دشيش عضو اتحاد الآثريين المصريين - لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم /الاثنين/ - "إن المصريين القدماء استخدموا تقويما فلكيا منذ أقدم العصور وتوصلوا إلى اختراع السنة لاهتمامهم بدراسة حركة الشمس الظاهرية وسط النجوم الثابتة واستنبطوا ذلك من طول السنة النجمية". وأضاف أنهم احتفلوا بعيد رأس السنة أول (توت)، كبداية للسنة المصرية القديمة وفقا لظهور نجم الشعري اليمانية مرة واحدة في السنة، وهو كذلك مؤشر لقدوم الفيضان.. وقد كان اختراع هذا النظام أو التقويم استجابة لنظام الفيضان وظروف الزراعة فلقد كانت مصر من الوهلة الأولى حضارة زراعية بسبب الفيضان الذي أدى إلى خصوبة تلك الأرض وأطلق المصري القديم على هذه الأرض اسم (كيمت)، أي الأرض الكاملة التي بها كل شئ كالشمس والقمر والحياة والعالم الأخر. وأشار أبو دشيش إلى أن قدماء المصريين لاحظوا أن الفيضان ظاهرة سنوية تتكرر بانتظام، وأن نجمة الشعري اليمانية تظهر في الأفق مع شروق الشمس في نفس اليوم الذي يصل فيه الفيضان إلى مدينة منف عاصمة مصر حين ذاك، وعلى أساس هذا رتبوا العمليات الزراعية وتمكنوا من اختراع السنة المكونة من 365 يوما وتقسيم السنة إلى 12 شهرا، والشهر إلى 30 يوما مقسم إلى 3 أسابيع لكل أسبوع 10 أيام، واليوم إلى ساعات. وأكد أن المصريين القدماء اتخذوا السنة النجمية وحدة أساسية في قياس الزمن وصناعة التقويم وقياسهم هذه الفترة الزمنية ومقدارها 365 وربع يوم بكل دقة، وبذلك يكون الفراعنة هم أصحاب أول وأقدم تقويم عرفه العالم أجمع تم اكتشافه على جدران المعابد في مصر القديمة، وهو 1 توت 6256 فرعوني، مشيرا إلى أن السنة المصرية تبدأ في أول شهر توت الموافق 11 سبتمبر من كل سنة (عادية)، وفى يوم 12 سبتمبر من كل سنة (كبيسة). وتحتفل الكنيسة القبطية اليوم (واحد توت) بعيد الشهداء (النيروز)، رأس السنة القبطية، ويتناول الأقباط فيه البلح الأحمر والجوافة، حيث يرمز البلح إلى دم الشهداء بينما الجوافة إلى الأبيض رمز الطهر والنقاء.. وقد أتى لفظ (نيروز) من الكلمة القبطية (ني - يارؤو) أي الأنهار، لأن ذلك الوقت من العام هو ميعاد اكتمال موسم فيضان النيل سبب الحياة في مصر، ولما دخل اليونانيون مصر أضافوا حرف السين للإعراب كعادتهم (مثل أنطوني وأنطونيوس)، فأصبحت (نيروس) فظنها العرب (نيروز) الفارسية، والتى تعني اليوم الجديد (ني تعني جديد - روز تعني يوم) وهو عيد الربيع عند الفرس. وشهور السنة القبطية، هي: توت، بابه، هاتور، كيهك، طوبة، أمشير، برمهات، برمودة، بشنس، بؤونة، أبيب، مسرى ثم الشهر الصغير (النسئ) وهو خمسة أيام فقط أو ستة أيام في السنة الكبيسة، وجميعها تحمل أسماء لآله فرعونية.. فعلى سبيل المثال (توت) بالهيروغليفية تعنى (تهوب)، وهو (إله العلم) فى مصر القديمة.