قال حلف شمال الأطلسي يوم الثلاثاء إنه أعد خططًا للدفاع عن تركيا عضو الحلف إذا لزم الأمر في مواجهة أي أعمال عنف أخرى عبر الحدود من سوريا حيث تدور معارك بين القوات الحكومية والمعارضة. وقال مقاتلون معارضون إن مفجرين انتحاريين هاجموا مجمعًا للمخابرات الجوية على أطراف دمشق. وقال ناشطون يعيشون بالقرب من المجمع إن التفجير أسفر عن سقوط مالا يقل عن 100 قتيل وجريح بين أفراد الأمن استنادًا إلى عدد سيارات الإسعاف التي هرعت إلى الموقع. وقال رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان في اجتماع لحزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه "الأسد واقف استنادًا إلى عكازين فقط. سيقضى عليه عندما يسقط العكازان". وردًا على سقوط قذائف أطلقت من سوريا على تركيا على مدى ستة أيام متتالية حذر اردوغان من أن أنقرة لن تخشى الحرب إذا أجبرت على التحرك. لكن تركيا أوضحت أيضا أنها لا ترغب في تنفيذ عملية كبيرة في سوريا ولن تفعل ذلك إلا بدعم دولي. واشتبكت القوات السورية ومقاتلو المعارضة في عدة مواقع قرب الحدود التركية الأسبوع الماضي. ولا توجد أي علامة على تقدم كبير لأي من الجانبين في القتال رغم أن نشطين قالوا إن المسلحين قتلوا 40 جنديًا على الأقل يوم السبت في معركة استمرت 12 ساعة للسيطرة على قرية خربة الجوز. ولم يتضح ما إذا كانت القذائف التي تسقط على الجانب التركي تستهدف تركيا أو أنها مجرد قذائف تتجاوز أهدافها مع مهاجمة القوات الحكومية لقوات المعارضة في الشمال. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فو راسموسن في بروكسل إن الحلف الذي يضم 28 دولة يأمل في إمكانية التوصل إلى سبيل لمنع تصاعد التوتر على الحدود. وقال "لدينا كل الخطط اللازمة لحماية تركيا والدفاع عنها اذا لزم الأمر". وإلى الخارج مباشرة من قرية حاجي باشا التي تقع وسط بساتين الزيتون في اقليم هاتاي الحدودي التركي يمكن سماع صوت انفجار قذائف المورتر كل عشر او خمسة عشر دقيقة من حول بلدة عزمارين السورية. وحلقت طائرة هليكوبتر سورية فوق الحدود. واستخدم القرويون الحبال والزوارق المعدنية الصغيرة لنقل المصابين عبر نهر لا يزيد عرضه على عشرة أمتار الى تركيا. وعلى الجانب السوري قام رجال يرتدون كمامات وقفازات طبية باسعاف جرحى يرقدون على حشايا على الأرض. وقال مثنى بركات "46 عامًا" وهو أحد سكان عزمارين ويسافر بشكل متكرر بين الدولتين "انهم يحرقون البيوت في البلدة" مشيرا إلى أعمدة من الدخان الكثيف تتصاعد من بعد. واضاف بينما كان جواز سفر سوري يبرز من جيب قميصه "يوجد معارضون مسلحون مختبئون داخل البلدة وحولها وسيشنون هجوما الليلة لطرد قوات الأسد." وتجمع حشد حول سيارة كان يرقد على مقعدها الخلفي جثمان رجل أصيب في القتال وقال مرافقوه إنه توفي بعد نقله عبر الحدود. وقال الرئيس التركي عبد الله جول يوم الاثنين إن "أسوأ السيناريوهات" تتحقق حاليا في سوريا وإن بلاده ستفعل كل ما يلزم لحماية نفسها. وزار رئيس الأركان التركي الجنرال نجدت اوزيل بطائرة هليكوبتر يوم الثلاثاء عدة قواعد في إقليم هاتاي الذي يشكل جزءا من حدود تركيا مع سوريا البالغ طولها 900 كيلومتر. وسيزور مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية الخاص الأخضر الابراهيمي سوريا قريبا لمحاولة اقناع حكومة الرئيس بشار الأسد بالدعوة إلى وقف فوري لاطلاق النار. وقالت جماعة "جبهة النصرة" الاسلامية المتشددة إنها شنت الهجوم الانتحاري على مبنى المخابرات الجوية في دمشق لأنه كان يستخدم كمركز للتعذيب والقمع في الحملة ضد الانتفاضة. وقال احد سكان ضاحية حرستا حيث يقع المجمع "هزات كبيرة حطمت النوافذ ودمرت واجهات المتاجر وكأن قنبلة انفجرت داخل كل منزل في المنطقة." لكن جانبا كبيرا من القتال في الانتفاضة المستمرة منذ 18 شهرا تركز حول المنطقة الحدودية. وكانت قذيفة سقطت على بلدة اكاكالي التركية يوم الأربعاء واسفرت عن مقتل خمسة مدنيين وهو ما شكل تصعيدا كبيرا. وترد تركيا بالمثل على إطلاق النار أو قذائف المورتر عبر الحدود منذ ذلك الحين وعززت وجودها العسكري على الحدود. وقال هالي ناجي اوغلو "43 عاما" وهو مزارع من قرية يولازيكوي قرب حاجي باشا "نعيش في خوف دائم. زادت أصوات قذائف المورتر منذ الصباح. الأطفال خائفون." وسقطت قذيفة مورتر في أرض زراعية قرب حاجي باشا يوم الاثنين. وعلى خلاف التضاريس المنبسطة حول اكاكالي تتميز المنطقة الحدودية في هاتاي بتلال متموجة تكسوها نباتات كثيفة. ويمكن مشاهدة البلدات والقرى السورية مثل عزمارين بوضوح من على بعد كيلومترات. وقال علي تونج "49 عاما" وهو مزارع تبغ من يولازيكوي "من حق تركيا الرد إذا أطلقت عليها النيران لكننا في الحقيقة لا نريد نشوب حرب. نريد أن ينتهي هذا بأسرع ما يمكن." وتستضيف تركيا نحو 100 ألف لاجئ سوري في مخيمات وسمحت لزعماء المعارضة بالعمل على أراضيها وقادت الدعوات المطالبة بتنحي الأسد.