أكد الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف أن مراقبة الله تعالى من أهم القيم السامية والأخلاق الفاضلة التي دعا إليها الإسلام، فهي طريق الإخلاص الذي هو أساس قبول العمل عند الله (عز وجل)، والحق سبحانه لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصًا لوجهه ، مشيرًا إلى أن الله (عز وجل) حثنا على مراقبته في كل أحوالنا وتصرفاتنا، فقال سبحانه: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}، وقال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}. أشار طايع خلال كلمته بملتقى الفكر الإسلامي بالحسين إلى أن شهر رمضان مدرسة تهذب السلوك وتسمو بالأخلاق إلى أحسنها، فالصيام يربي النفس على مراقبة الله (عز وجل) في السر والعلن، حيث يغرس في نفس الصائم الصبر على طاعة الله سبحانه ، ويعلمه قوة الإرادة ، وضبط النفس. وأكد أننا جميعا ونحن في شهر الصوم يجب أن نستشعر مراقبة الله تعالى في السر والعلن، فلا ينتظر أحدنا رقابة البشر، بل يراقب كل منا ربه فيما ولاه عليه، لتحيا قلوبنا، وتستيقظ أرواحنا، وتستقيم حياتنا ، فتنهض الأمة وترتقي، فإن سعادة المجتمع وتقدمه مرهونة بيقظة ضمائر أبنائه ومراقبتهم لله (عز وجل). وفي ختام كلمته قال طايع أنه إذا مات الضمير وانعدمت المراقبة لله (عز وجل) نتج عن ذلك فساد في الأخلاق والمعاملات، فما الذي يمنع الموظف أن يرتشي ؟! والكاتب أن يُزَور ؟! والطبيب أن يهمل في علاج مريضة ؟! والمعلم أن يقصر في واجبه ؟! والتاجر أن يغش ويحتكر في تجارته ؟! وهكذا في كثير من جوانب الحياة ، لذا وجب علينا جميعًا أن نراقب الله تعالى، ولنحذر أن نكون أجسادًا بلا ضمائر حية متصلة بالحق والخير والمعروف، حتى تتنزل علينا رحمة الله تعالى ومغفرته في هذا الشهر الكريم.