قتل أمريكيان في أفغانستان خلال تبادل لإطلاق النار بين القوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي والجيش الأفغاني في حادث يحتمل ان يكون نتيجة سوء فهم في الوقت الذي تجاوز فيه عدد العسكريين والمدنيين الأمريكيين الذين قتلوا منذ بداية الحرب 2000. وقال مسؤول أمريكي طلب عدم نشر اسمه يوم الأحد إن جنديا أمريكيا ومتعاقدا مدنيا قتلا في الحادث الذي وقع في شرق أفغانستان والذي لا تزال ملابساته غير واضحة. وكان حلف الأطلسي قال في باديء الأمر انه يحتمل ان الحادث كان "هجوما داخليا" وحالة أخرى من حالات تحول أفراد من قوة الأمن الوطني الأفغانية ضد حلفائهم من قوات التحالف في الحرب التي بدأت عام 2001. لكن الحلف قال في وقت لاحق ان اطلاق نار قريب من قبل المتمردين تسبب على ما يبدو في سوء فهم. وقال الجنرال أدريان برادشو نائب قائد قوات التحالف التي يقودها حلف الأطلسي "الملابسات مشوشة إلى حد ما...هناك انباء عن حدوث اطلاق نار من قبل المتمردين في هذا الحادث وهو ما نعتقد انه أحد العوامل." وكانت هذه أحدث انتكاسة لقوات التحالف بعد ان أعلنت الولاياتالمتحدة عودة العمليات المشتركة مع القوات الأفغانية إلى طبيعتها. وكانت أوقفت هذه العمليات قبل اسبوعين بعد تصاعد الهجمات "الداخلية" التي يشنها افراد من القوات الأفغانية على قوة المعاونة الأمنية الدولية (إيساف) والتي أودت بحياة 52 على الأقل من أفرادها هذا العام. وكان تعليق العمليات المشتركة بمثابة ضربة لحلف الأطلسي الذي يريد تدريب قوات الأمن الأفغانية البالغ عددها 350 الفا حتى يتسنى لها تحقيق الاستقرار بعد انسحاب قوات التحالف. وأظهرت بيانات وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) التي تحصي عدد القتلى الأمريكيين من الجنود والمتعاقدين منذ بدء الحرب في أفغانستان قبل 11 عاما أنه بعد الحادث الذي وقع يوم الاحد تخطى عدد القتلى الأمريكيين حاجز الالفين. وذكرت مصادر في الشرطة المحلية أن الهجوم وقع في منطقة سيد اباد بإقليم وردك وقالت إن معركة بالأسلحة النارية اندلعت بين قوات الحلف والأفغان عندما فتح عضو في الجيش الوطني الأفغاني النار على القوات الأمريكية. وقال والي محمد وهو متحدث باسم الشرطة يوم الاحد إن ثلاثة من أفراد الجيش الوطني الأفغاني قتلوا ايضا في المعركة وأصيب ثلاثة مواطنين أمريكيين آخرين وأفغاني. وقالت إيساف في بيان بعد الهجوم الذي وقع يوم السبت "نقدر تضحية أبطالنا الذين سقطوا. كل وفاة هي حدث مأساوي ومهم وليس هناك وفاة مأساوية ومهمة أكثر من غيرها." وتزايدت حدة التوتر بين قوات التحالف وحلفائها الأفغان نتيجة تصاعد ما يسمى بالهجمات "الداخلية" لكن الجنرال برادشو نفى ان الحادث انعكاس لانعدام الثقة المتزايد بين القوات الأفغانية وقوات التحالف. وقال في مؤتمر صحفي في وقت لاحق يوم الاحد "ثمة علاقة قوية للغاية بين إيساف وزملائنا الأفغان." وعلى صعيد اخر قالت الشرطة الأفغانية في اقليم كونار بشرق البلاد يوم السبت انها عثرت على ثلاث جثث مقطوعة الرؤوس لمدنيين ذكور في منطقة غابات. وقال قائد شرطة كونار شيرواه سامين لرويترز ان حركة طالبان كانت قد خطفت هؤلاء الرجال قبل ثلاثة ايام بزعم تجسسهم لحساب الحكومة وقوات حلف الأطلسي.