قال حلف شمال الاطلسي ان رجلا يرتدي زي شرطة الحدود الأفغانية قتل ستة من أفراد القوات بالرصاص أثناء تدريبات في شرق أفغانستان يوم الاثنين في أسوأ عملية قتل من هذا النوع تتعرض لها القوات الأجنبية منذ أكثر من عام. واطلاق النار هو الأحدث في سلسلة هجمات شنها في الآونة الأخيرة منشقون في صفوف الجيش والشرطة لزيادة الضغط على القوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي الذي يعمل على تدريب القوات الأفغانية بسرعة حتى يتمكن من تسليم المسؤولية الأمنية في البلاد لها العام المقبل. غير أن قوات حلف شمال الأطلسي والمسؤولين الأفغان لم يؤكدوا ما اذا كان المهاجم الذي قام باطلاق النار في الأصل ينتمي لقوات حرس الحدود أو ما اذا كان متمردا متسللا. وقالت السلطات الأفغانية العام الماضي انها تشدد إجراءات الفحص للانضمام الى الجيش والشرطة بعدما قتل جندي منشق في حادثة مماثلة خمسة جنود بريطانيين في الثالث من نوفمبر تشرين الثاني 2009. وقال أمين الله عمار خيل قائد شرطة الحدود في شرق أفغانستان ان اطلاق النار وقع في اقليم ننكرهار على الحدود مع باكستان. وغالبية جنود قوات الحلف في ننكرهار أمريكيون. وقالت المعاونة الأمنية الدولية (ايساف)التي يقودها حلف شمال الأطلسي في بيان "صوب شخص يرتدي زي شرطة الحدود الأفغانية سلاحه الى قوات المعاونة الأمنية الدولية أثناء مهمة تدريبية اليوم وقتل ستة من الجنود في شرق أفغانستان." وأشار البيان الى أن الشخص الذي قتل الجنود لقي حتفه هو أيضا. ولم تعلن طالبان التي تسارع دائما الى اعلان مسؤوليتها عن أي هجوم على قوات حلف شمال الأطلسي مسؤوليتها عن الهجوم. وقالت الحركة في رسالة الكترونية الى وسائل الاعلام ان رجل شرطة استخدم سلاحه في مهاجمة مدربيه. وأسفر اطلاق النار في ننكرهار عن أكبر عدد من القتلى من جنود قوة ايساف التابعة لحلف شمال الاطلسي منذ مقتل ثمانية جنود في خمس حوادث منفصلة يوم 14 أكتوبر تشرين الاول. واتفق قادة أمريكيون واخرون في حلف شمال الاطلسي في وقت سابق من الشهر الحالي على جدول زمني وضعه الرئيس الافغاني حامد كرزاي لإنهاء العمليات القتالية للقوات الاجنبية في أفغانستان بحلول عام 2014 . وقال الرئيس الامريكي باراك أوباما الذي سيراجع الشهر المقبل استراتيجية الحرب في أفغانستان ان واشنطن ستبدأ خفضا تدريجيا لاعداد قواتها اعتبارا من يوليو تموز 2011. وواجه اوباما وقادة حلف شمال الاطلسي ضغوطا متزايدة في بلادهم بسبب الحرب التي لا تحظى بالتأييد الشعبي بعد أن وصلت الخسائر في الارواح بين الجنود والمدنيين الى أعلى مستوياتها منذ الاطاحة بطالبان عام 2001 وذلك على الرغم من وجود ما يقرب من 150 ألف جندي أجنبي في افغانستان. وقتل 2238 جنديا أجنبيا على الاقل في أفغانستان منذ سقوط حكم طالبان على أيدي قوات أفغانية تدعمها قوات أمريكية في نوفمبر تشرين الثاني 2001. وهذا العام هو العام الاكثر دموية منذ بداية الحرب حيث قتل خلاله 660 جنديا أجنبيا. ومن بين الجنود الاجانب القتلى ما يقرب من 1400 جندي أمريكي. وتسبب السعي الى زيادة عدد القوات الافغانية في توترات على الارض. وأطلق جندي أفغاني النار على ثلاثة من جنود ايساف في جنوب البلاد في وقت سابق من هذا الشهر. وقتل اثنان من أفراد الشرطة الاسبانية ومترجم في أغسطس اب عندما أطلق رجل شرطة أفغاني كانوا يدربونه النار عليهم قبل أن يقتل بالرصاص. وقتل جندي أفغاني في يوليو تموز ثلاثة جنود بريطانيين وقتل جندي أفغاني اخر بعد ذلك بأسبوع متعاقدين أمريكيين اثنين في قاعدة بمزار الشريف في شمال أفغانستان. وأسفر التشكيل السريع للجيش الوطني والشرطة الافغانية منذ الاطاحة بحكومة طالبان عام 2001 عن انضمام عشرات الالاف من الافغان مما أثار مخاوف من أن يكون مقاتلون سابقون من بين أفراد الجيش والشرطة.