لا نعرف بعد موقف الدول العربية من الاقتراح الذي دعا اليه الشيخ حمد بن خليفة أمير قطر بإنشاء قوة ردع عربية تقود تدخلا عسكريا في سوريا يفرض علي قوي الحكم والمعارضة المتحاربة وقف القتال وإنهاء الحرب الأهلية!. كما حدث في لبنان عندما دخلت القوات السورية تحت غطاء عربي لتفرض عام1976 وقف إطلاق النار بين الميليشيات المتحاربة, والواضح أن المجتمع الدولي يأخذ موقفا متحفظا من الاقتراح القطري, فالأمريكيون رغم تحريضهم المستمر علي إسقاط حكم بشار الأسد يرفضون المشاركة في أي عمل عسكري, وتكاد تكون فرنسا الدولة الوحيدة التي تدعو إلي تدخل عسكري خارجي, يفرض منطقة حظر جوي شمال سوريا لتأمين اللاجئين السوريين وضمان وصول المعونات الانسانية إلي المناطق المنكوبة! وإذا كان معظم العرب وفي مقدمتهم مصر يجمعون علي رفض كل صور التدخل العسكري في الأزمة السورية, فما الذي يبرر لهم العدول عن هذا الموقف إذا لم تكن هناك موافقة واضحة وصريحة من الحكم والمعارضة السورية علي مهام هذه القوات ودورها. لأنه في غيبة موافقة الاطراف السورية يصبح دخول قوات عربية الي سوريا مجازفة خطيرة لا يحمد عقباها في ظل تعدد الأطراف الضالعة في الحرب السورية التي تشمل من جانب المعارضة, الجيش السوري الحر وجماعة الاخوان المسلمين ومجاهدين سلفيين ينتمون لفكر القاعدة, وتشمل من جانب الحكم قوات الجيش السوري التي لا تزال متماسكة رغم الانشقاقات التي حدثت داخلها, وقوي الشبيحة التي يستخدمها الحكم. وما يزيد من خطورة الأمر التطورات الأخيرة علي الساحة السورية التي سمحت لميليشيات حزب الله وقوات الحرس الثوري الإيراني الدخول بثقلها في المعركة دفاعا عن نظام الحكم السوري, بعد أن أعلنت طهران أن أمن النظام السوري يشكل جزءا من أمنها الوطني ولن تسمح بسقوط حكم بشار. وأظن أن تدخلا عسكريا من هذا النوع سوف يشعل نار فتنة طائفية يصعب إخمادها لتصبح حربا معلنة بين السنة والشيعة تنتقل عدواها الي مناطق متعددة في الخليج والعراق والسعودية, تزيد من تمزيق العالمين العربي والاسلامي. نقلا عن الاهرام