كشفت دراسة متخصصة في الدعاية والإعلان، عن تراجع حجم الإنفاق الإعلاني في مصر خلال الأشهر التسع الأولى من العام الحالي بنحو 43%، لتتكبد السوق المحلية أكبر الخسائر على مستوى المنطقة العربية خلال 2011. وأوضحت الدراسة، التي أعدها المركز العربي للدراسات والبحوث الاستشارية "بارك"، أن الإنفاق الإعلاني انخفض في مصر إلى 652 مليون دولار ( 3.9 مليار جنيه ) في ال 9 أشهر الأولى من 2011 ، مقارنة بنحو 1.1 مليار دولار ( 6.6 مليارات جنيه ) في الفترة نفسها من العام الماضي. وأرجعت تزايد هذا الانخفاض إلى الأحداث السياسية التي شهدتها مصر، وأثرت سلبًا على قطاع الدعاية والإعلان، فضلا عن حالة عدم اليقين إزاء الوضع السياسي محليا. وأشارت مؤسسة "بارك"، التي تتخذ من إمارة دبي مقرا لها، وتعمل في عدة دول عربية منها مصر والسعودية ولبنان والكويت والبحرين وسلطنة عمان ، إلى أن مصر كانت الأكثر خسارة بين دول المنطقة في حجم الإنفاق الإعلاني، بينما لم تتأثر دول الخليج العربي لاسيما السعودية بشكل كبير بالاضطرابات التي تشهدها المنطقة. ووفقا لإحصاءات "بارك"، تنازلت السوق المحلية عن المركز الأول عربيا التي حققته في سوق النفقات الإعلانية العام الماضي، لتحقق المرتبة الرابعة، ولتتربع علي القائمة الإمارات وتلتها السعودية والكويت. وكانت صناعة الإعلانات المصرية قد شهدت نموًا قياسيًا على مدار الأعوام الماضية، نظرًا لضخامة الوسائل الإعلامية فيها، وزيادة عدد الفضائيات الخاصة، علاوة على تمتع مصر بضخامة الكثافة السكانية واتساع سوقها الاستهلاكية. وقال طارق مخلوف، العضو المنتدب لشركة "تي إن هولدنجز" للإعلان، في تعليق له على نتائج دراسة "بارك"، إن سوق الإنفاق الإعلاني يشهد مرحلة ترقب، خاصة بعد أن خفضت غالبية الشركات من ميزانيتها الإعلانية لحين استقرار الأوضاع السياسية.
