خرجت علينا السينما الأمريكية مؤخرا بفيلم إستفذاذى ردىء لا يسىء فقط الى النبى محمد (ص)الذى يعد أعظم شخصية عرفها التاريخ على مر العصور , ذلك النبى الذى وصفه الله فى كتابه الكريم (وإنك لعلى خلق عظيم) ,ولكنه يسىء إلى ملايين المسلمين فى شتى بقاع الأرض. لاأحد يعلم الدافع الحقيقى وراء هذا العمل و لا لماذا وفى هذا التوقيت بالذات قررت تلك الفئة من ذوى النفوس الحاقدة والعقول المريضة تحت مسمى حرية الرأى والإبداع تقديم ذلك العمل الذى إعتبره البعض مؤامرة مدبرة يقف وراءها أصحاب الشبهات والأغراض الدنيئة ممن يريدون بالأمة سوءا,أو ربما بدافع الرغبة فى تأجج نار الفتنة الطائفية وإستغلالها بمنتهى الحنكة لصرف الأنظار عن تحديات ومشكلات بناء الوطن المستهدف بإحكام,وبالتأكيد هم على دراية مسبقة من فشل الحكومات الغربية فى تفادى عرضه على شبكة الإنترنت,وربما تكون هذه محاولة شيطانية لتقسيم مصر متناسين أن الأقباط يعيشون مع المسلمين فى ظل الشريعة التى جاء بها محمد(ص)من عند الله ومنذ عقود طويلة ولم يجدوا إلا خيرا ,فمصر ستظل لكل أهلها وطنا واحدا رغم أنف الحاقدين الراغبين فى زعزعة الإستقرار وإثارة القلاقل. من جانبها إهتمت العديد من وسائل الإعلام و الصحف العالمية برصد موجة الغضب التى إجتاحت معظم البلدان العربية والإسلامية كرد فعل مباشر على ذلك الفيلم الذى أنتجه الغرب وروجه المسلمون ,وقد وصفته الكثير من الجهات المعنية بأنه رؤية رديئة لاتمثل إلا وجهة نظر القائمين عليه حيث رأى بعضهم أنه لاداعى لعمليات القتل والتخريب موضحة أن هناك بعض القوى الإسلامية الراديكالية تحاول فرض نفسها فى المشهد السياسى كقوة فاعلة,مشددة على أن حرية التعبير لها وزنها كذلك أن فيلم كهذا على درجة من العنصرية ومعاداة الإسلام يجب نبذ القائمين عليه. واضح جدا تسبب ذلك الفيلم فى زرع فتيل التعصب وإراقة دماء الأبرياء الأمر الذى أساء بالتأكيد للإسلام والمسلمين ,وفى هذا السياق أنا لاأطالبهم بأتباع مقولة عمر بن الخطاب رضى الله عنه "أميتوا الباطل بالسكوت عنه ولاتثرثروا فينتبه الشامتون". فحقيقة الأمر أن أعمال العنف والتخريب التى إندلعت فى بعض من البلدان العربية والعديد من دول الشرق الأوسط على مدار الأيام الماضية غير مقبولة بالمرة ولا تمت للإسلام بصلة حيث لايمكن أن يكون هناك أى مبرر لقتل الأبرياء أو التعدى عليهم وأنه يتحتم علينا جميعا أن نضع حدا لهذه الهمجية فى مواجهة الأزمات وليدرك المسلمون واجبهم الشرعى تجاه حماية السفارات والدبلوماسيين فهم ضيوف على بلادهم.كذلك أنه لامانع من الإحتجاج والتظاهر لكن بطرق سلمية حضارية لاتتسبب فى تشويه سمعة دين عظيم حتى لانصل إلى عواقب غير مقبولة وغير متوقعة من الجميع. ومن هنا علينا جميعا ألا نغفل تصريحات شيخ الأزهر الذى أعلن رفضه القاطع للفيلم وتأكيده على أن المساس بالمقدسات الدينية لا يندرج تحت حرية الرأى بل هوإعتداء صارخ على حقوق الإنسان .ولم ينسى فضيلته توضيح رفض الإسلام التام لقتل الأبرياء إلا بأحكام قانونية قاطعة . كذلك أظن أنه جاء الوقت كى يطالب أنصار حقوق الإنسان والهيئات الأخلاقية والدينية وأهل الحكمة من العقلاء والمفكرين بالتصدى الرادع لأى محاولة مغرضة لإنتهاك المقدسات لأى دين من الأديان حتى تسود المحبة والإخاء ربوع المعمورة. أيضا يجب مكافحة هذة الظواهر السلبية بكل الطرق السلمية المتحضرة عبر تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات, و تعزيز التفاهم المتبادل والعمل المشترك من أجل وأد أى من النزعات العنصرية والوقف بحزم فى مواجهة التطرف بكافة أشكاله ودوافعه.