سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الملفات الاقتصادية والعسكرية تتصدر قمة سلمان وأردوغان.. 940 شركة سعودية تستثمر في تركيا و3 مناورات مشتركة خلال شهرين.. والرئيس التركي: "ننظر إلى علاقاتنا مع السعودية من زاوية استراتيجية"
* وسائل الإعلام التركية: * قمة سلمان - أردوغان «نقلة نوعية» للعلاقات التركية السعودية * المستثمرون السعوديون حصلوا على مكانة متميزة في الاقتصاد التركي يبدأ الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مساء أمس "الاثنين"، زيارة للمملكة العربية السعودية، في ثاني محطات جولته الخليجية، ليناقش في مباحثاته مع كلا من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهد الأمير محمد بن نايف ولي ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، عدة قضايا ثنائية وإقليمية، من أهمها المستجدات الأخيرة في الأزمات المستمرة في سوريا والعراق واليمن. ومهد أردوغان لزيارته إلى السعودية، قبل الانطلاق فى أولى محطاته الخليجية، بالتأكيد على متانة العلاقات التي تجمع تركيا والسعودية، لافتا إلى الزيارة الأخيرة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، قائلا: إن «زيارة أخي الملك سلمان لتركيا كانت بمثابة منعطف مهم في العلاقات الثنائية بشتى النواحي»، مضيفًا أن بلاده أسست علاقات صادقة ووثيقة مع المملكة، خلال العامين الأخيرين على جميع الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية والتجارية وغيرها. وتابع أردوغان وفقا لما نقلته عنه صحيفة الرياض من كلمته التي ألقاها في مطار أتاتورك، قائلا: «ننظر إلى علاقاتنا مع السعودية الشقيقة والصديقة من زاوية استراتيجية، ونولي أهمية بالغة لأمنها واستقرارها، وسنعمل على تقييم قرارات اجتماع مجلس التنسيق خلال لقائنا مع الملك سلمان». وعلى مستوى الصحف التركية، نشرت بعض الصحف تقريرا عن العلاقات التركية السعودية، سلطت فيها الضوء على لقاء أردوغان بالملك سلمان وقادة المملكة، ووصفت القمة بأنها «نقلة نوعية» تشهدها العلاقات التركية السعودية، لافتة إلى أن الزعيمين وضعا أسسا راسخة لعلاقة متنامية، تطورت و وضعت أطرها وملامحها من خلال قمم متتالية. وأكد تقرير نشرته صحيفة «تركيا بوست» أن زيارة أردوغان للمملكة تكتسب أهمية خاصة لعدة أسباب كونها أول زيارة للرئيس التركي إلى العاصمة السعودية عقب عقد الدورة الأولى لمجلس التنسيق «التركي – السعودي» في العاصمة التركية أنقرة، منذ أسبوع، كما أنها تعد أول قمة بين الزعيمين السعودي والتركي بعد تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحكم في 20 يناير الماضي، وهو ما ترى أنه يستلزم تنسيقا بين أكبر وأهم متحالفين على رأس الدول الإسلامية خلال المرحلة المقبلة. ومن جانبها أشارت صحيفة «حريت» التركية في مقال نشرته على موقعها اليوم إلى أن زيارة الرئيس التركي للرياض هي الثالثة له في عهد الملك سلمان، وقد شهدت على التواصل والتباحث وتبادل الرؤى وتنسيق الجهود. وألقت وسائل الإعلام التركية الضوء على القمة المرتقبة اليوم، بين زعيمي البلدين، وهي التاسعة ضمن اللقاءات رفيعة المستوي بين البلدين خلال 24 شهرا، حيث جرى وضع أسس راسخة لتلك العلاقات خلال القمم الأربعة، التي شهدها العام الأول من حكم الملك سلمان. وقالت تقارير وسائل الإعلام أن قمم أربعة خلال 2015 هي: ثلاث مع العاهل السعودي، إحداها في 29 ديسمبر2015 بالسعودية، وأخرى على هامش زيارته لمدينة أنطاليا التركية، في نوفمبر 2015، وقمة في مارس 2015 بالرياض، وأخيرا قمة بأنقرة، في 7 أبريل، مع الأمير محمد بن نايف، وكان حينما وليا لولي العهد، توجت باتفاق الدولتين على إنشاء مجلس للتعاون الإستراتيجي وأضافت أنه في العام الثاني من حكم سلمان، بلغ التعاون المتنامي بين البلدين ذروته، بتوقيع أنقرةوالرياض، يوم 14 أبريل 2016، في مدينة إسطنبول التركية، على محضر إنشاء مجلس التنسيق السعودي التركي، بحضور العاهل السعودي والرئيس التركي، وذلك في أعقاب القمة الخامسة بين الجانبين. وعقدت الدورة الأولى من مجلس التنسيق التركي السعودي، يومي 7 و8 فبراير الجاري، في أنقرة برئاسة وزيري الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو والسعودي عادل الجبير، لتكون انطلاقة جديدة في مسار العلاقات بين البلدين نحو آفاق أرحب وعلاقات أقوى. ووصف الجبير في مؤتمر صحفي مع نظيره التركي، الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي التركي الذي شارك فيه أكثر من 49 جهة في قطاعات مختلفة من البلدين بأنه كان «بناء ومثمرًا ». وأعرب عن ثقته بأن يسهم هذا المجلس في تعزيز العلاقات في المجالات الأمنية أو العسكرية والثقافية والتجارية والتعليمية والعديد من المجالات لصالح البلدين، مؤكدًا حرص السعودية على تعزيز التعاون لمواجهة التحديات في المنطقة . وأوضحت التقارير أن وزير الخارجية التركي كشف عن أنه تم تشكيل 8 مجموعات عمل مختلفة؛ لمناقشة التعاون الثنائي بين البلدين في عديد من المجالات، أبرزها السياسة والعمل الدبلوماسي، والاقتصاد والتجارة والاستثمار والنقل البحري، والسياحة والصحة، والزراعة والبيئة، والصناعة والتسليح والطاقة. وأسهمت هذه القمم والزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين بتركيا والسعودية في تقارب رؤى الجانبين تجاه العديد من ملفات المنطقة، إذ تحرص أنقرةوالرياض على التشاور والتنسيق على مستوى القضايا ذات الاهتمام المشترك. وأكد الجبير خلال مؤتمره الصحفي، مع نظيره التركي تطابق وجهات نظر البلدين فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وأهمية إيجاد حل بموجب القرارات الدولية، والملف الليبي ومواجهة الإرهاب والتطرف والتدخلات في شؤون الدول. وعن الأزمة السورية دعا الوزيران إلى حلها وفق مؤتمر «جنيف 1» والمبني على إنشاء هيئة انتقالية للسلطة، ووقف إطلاق النار في عموم البلاد، وإدخال المساعدات الإنسانية . وفيما يتعلق بالتعاون الأمني بين المملكة وتركيا، أوضح، أن التعاون قائم، والمملكة تدعم الجهود التركية في مواجهة الإرهاب كما تدعم تركيا جهود المملكة في مواجهة الإرهاب. وبدوره، قال أوغلو، إن تركيا ترى أمن واستقرار دول الخليج وعلى رأسها السعودية، من أمنها وسلامتها، مؤكدا أن ثمة توافق بين أنقرةوالرياض في مختلف القضايا، واصفا توافق الرؤى التركية والسعودية حيال العديد من قضايا المنطقة ب«الأمر الطبيعي» قائلا: «نحن نعمل من أجل أمن واستقرار المنطقة، ولدينا رؤية مشتركة لمكافحة الإرهاب» وعلى مستوى التوافق السياسي بين البلدين، تعد السعودية على رأس الدول التي تدعم الشعب التركي وحكومته المنتخبة ديمقراطيا، في مواجهة محاولة الانقلاب الفاشلة، التي شهدتها تركيا منتصف يوليو الماضي، إذ أعلنت الرياض رفضها لمحاولة الانقلاب، وهنأ الملك سلمان الرئيس أردوغان ب«عودة الأمور إلى نصابها في تركيا». وعلى مستوى التحالف العسكري، شهدت العلاقات بين أنقرةوالرياض تعاون عميقا إذ شاركت القوات الجوية السعودية في تمرين «النور 2016» بقاعدة كونيا العسكرية وسط تركيا، في يونيو الماضي، والتي تعد ثالث مناورة عسكرية تشارك فيها الرياضوأنقرة خلال شهرين. وجاء هذا التمرين بعد نحو أسبوعين من اختتام تمريني «نسر الأناضول 4- 2016» و(EFES 2016)، الذين أجريا في تركيا، مايو الماضي، وشاركت بهما السعودية. كما شاركت تركيا في مناورات «رعد الشمال»، شمال المملكة، في الفترة من 27 فبراير و11 مارس الماضيين، بمشاركة قوات من 20 دولة، إضافة إلى قوات «درع الجزيرة»، وهي قوات عسكرية مشتركة لدول مجلس التعاون الخليجي أنشئت عام 1982. كما أشارت التقارير إلى التعاون الاقتصادي بين البلدين وقالت إن العلاقات شهدت نموا لافتا، إذ نجح المستثمرون السعوديون في الحصول على مكانة متميزة في الاقتصاد التركي، فيما استفاد المستثمرون الأتراك من تنفيذ مشروعات بنى تحتية كبرى في المملكة، وأبرزها مشروع تجديد وتشغيل مطار الأمير محمد بن عبد العزيز في المدينةالمنورة، بالشراكة مع شركة سعودية. وأكد مسؤول تركي اليوم أن 940 شركة سعودية تستثمر في تركيا، منها 25% تعمل في قطاع العقارات، الذي يستحوذ السعوديون على أكبر حصة شراء فيه بين جميع الجنسيات الأجنبية. وأضاف ممثل وكالة دعم وتشجيع الاستثمار التركية في السعودية ومنطقة الخليج، مصطفى كركصور، أن حجم الاستثمارات السعودية في تركيا بلغت 6 مليارات دولار، موضحا أن حجم التبادل التجاري بين بلاده والسعودية العام الماضي، بلغ 5.65 مليار دولار؛ "الصادرات التركية للسعودية بلغت 3.2 مليار دولار، مقابل واردات من المملكة بقيمة 2.5 مليار دولار تقريبا. ولدعم وتشجيع العلاقات التجارية بين البلدين، ينشط بفعالية مجلس أعمال سعودي تركي، يضم رجال أعمال من البلدين.. ويرى خبراء اقتصاديون أن الشركات التركية يمكن أن تلعب دورا مهما في دعم أهداف رؤية «المملكة 2030»، الرامية إلى الاستغناء عن النفط كمصدر رئيس للدخل في السعودية. كما ارتفع عدد السياح السعوديين لتركيا خلال السنوات الأخيرة بشكل كبير حتى وصل متوسط عددهم في أعوام 2014 و2015 و2016 إلى 250 ألف سائح في العام، ولتلبية طلب السياح السعوديين المتزايد على السفر إلى تركيا، تم في 18 نوفمبر الماضي، تم تدشين رحلات مباشرة للخطوط الجوية السعودية إلى مطار "أسن بوغا" في أنقرة، قادمة من جدةوالمدينةالمنورة، لتصبح أنقرة المحطة الثانية للخطوط السعودية في تركيا بعد محطة إسطنبول «مطار أتاتورك الدولي».