أكد سامح شكري، وزير الخارجية اليوم الأربعاء على أن هناك تعاونا عميقا ووثيقا بين مصر والأردن في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف وتأثيره على زعزعة الاستقرار في المنطقة، لافتا إلى أن هذه الظاهرة لا يمكن القضاء عليها إلا إذا تضافرت كل الجهود في المجتمع الدولي. جاء ذلك ردا على سؤال لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في عمان خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده الوزير شكري ونظيره الأردني أيمن الصفدي عقب جلسة مباحثات ثنائية. وأوضح شكري أن التعاون بين البلدين في هذا المجال يتم على كافة المستويات الأمنية والاستخباراتية والسياسية إلى جانب مشاركتيهما في التحالفات الدولية الخاصة بمقاومة الإرهاب. وقال وزير الخارجية إن البلدين لديهما رؤية مشتركة حول أهمية أن تكون هذه المقاومة من خلال أسلوب شامل يتناول هذه القضية ليس فقط في الاتفاق الأمني ولكن فيما يتعلق بالتناول الشامل لكافة المنظمات الإرهابية بقدر متساو من المواجهة والتعامل مع الأيديولوجية الخاصة بالإرهاب ومقاومتها والعمل على تجفيف منابع استقطاب المحاربين الأجانب وقنوات التمويل. وأفاد بأن العمل يتم من خلال المنظمات الدولية والتحالفات الدولية والعلاقة الثنائية والتعاون من خلال الأجهزة المعنية للقضاء التام على هذه الظاهرة التي حصدت من الأرواح في منطقة الشرق الأوسط وعلى مستوى العالم ما يكفي.. مشددا على أن هذه الظاهرة لا يمكن القضاء عليها إلا إذا تضافرت كل الجهود في المجتمع الدولي وتعاملت بمصداقية ووحدة لمنع أي شكل من أشكال الدعم لها سواء كان دعم على مستوى الأفراد أو دعم من قبل الدول التي استغلت مثل هذه التنظيمات لتحقيق مصالح وأغراض سياسية. ومن جهة أخرى.. قال وزير الخارجية إن زيارته للأردن تأتي في إطار حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي على العلاقة الخاصة والمتميزة بين البلدين التي تتسم بالانفتاح الكامل والتطابق في وجهات النظر ، مؤكدا على أن مصر حريصة على أن تظل علاقتها بالأردن علاقة تعاون تراعي المصالح المشتركة والتعاون في مواجهة التحديات العديدة التي تمر بها المنطقة العربية في الوقت الراهن. وأشار إلى أن مباحثاته مع نظيره الأردني تركزت على عدد من القضايا الإقليمية وعلى رأسها القضية الفلسطينية وآخر تطورات الأوضاع في سوريا وليبيا واليمن إلى جانب الاستعدادات للقمة العربية التي يستضيفها الأردن نهاية مارس المقبل، لافتا إلى أن مصر والأردن لديهما رؤية مشتركة تجاه جميع تلك القضايا وسيستمران في العمل الوثيق للتعامل معها. وقال شكري إن المباحثات تناولت أيضا العلاقات الثنائية بكافة جوانبها وسبل تطويرها مع إيلاء أهمية متقدمة لضرورة تفعيل العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين ولاسيما ما أسفرت عنه اجتماعات اللجنة العليا المشتركة. وأكد على مركزية القضية الفلسطينية لكافة الدول العربية وعلى رأسها مصر والأردن والعمل على ضمان حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وفي مقدمتها إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس. وأشار إلى أنه يتم العمل في أطر مختلفة ومتنوعة وبالتنسيق مع الأردن ومن خلال التواصل مع طرفي النزاع والأطراف الفاعلة لإذكاء الفرص لدعم العملية التفاوضية والتسوية النهائية للانتقال إلى إقامة الدولة الفلسطينية وضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. ومن جانبه ، وصف وزير الخارجية الأردني العلاقات الأردنية المصرية بأنها "تاريخية ومتجذرة" منذ عقود من التعاون الثنائي والحرص والعمل المشترك على خدمة مصالح البلدين والشعبين الشقيقين إلى جانب خدمة قضايا المنطقة العربية والإسلامية ويزيدها تجذرا في هذه المرحلة حرص الملك عبدالله الثاني والرئيس عبدالفتاح السيسي على زيادة وتمكين وتوسعة التعاون في شتى المجالات. وقال إن هناك آفاقا واسعة ومشرقة في زيادة التعاون الثنائي بين مصر والأردن في كافة الاقتصادية والتجارية والسياسية والثقافية والفكرية وأن هناك فهما مشتركا لمواقف البلدين في مواجهة التحديات التي تمر بها المنطقة. وأكد الصفدي أن القضية الفلسطينية هي القضية الأساس والأولى والقضية الرئيسية بالنسبة للأردن الذي يدين ويرفض أي عمل أحادي يستهدف تغيير الوضع القائم أو يهدد الهوية العربية في الأراضي المحتلة أو يقوض حل الدولتين ويدين الاستيطان ويعتبره عملا غير قانوني وهو عائق رئيسي أمام جهود إحياء عملية السلام محادثات السلام بما يحقق الأمن والحل في هذه القضية. ونوه وزير خارجية الأردن بتعاون المملكة مع مصر في اتخاذ كل ما هو متاح من إجراءات دبلوماسية لمنع الاستمرار في مثل هذه الإجراءات والممارسات بحق الشعب الفلسطيني. وحول موضوع العمالة المصرية بالأردن .. قال الصفدى "إن العمال المصريين هم أشقاء لنا وما اتخذ من قرارات في الفترة الأخيرة يهدف لتنظيم سوق العمل بالأردن وأيضا حماية العمالة الوافدة وضمان أنهم يعملون ضمن ظروف قانونية وتحقق لهم الأمن الوظيفي الذي يستحقونه" .. مشددا على أن تلك القرارات غير محددة تجاه أية جهة من الجهات العمالة وأن العمالة المصرية هم بين أهلهم ويحظون بالرعاية الكاملة. وفيما يخص مشاركة الأردن كمراقب في محادثات أستانا ..أكد الصفدى أن الأردن مع كل الجهود الدبلوماسية التي تستهدف إنهاء الأزمة السورية وإنهاء معاناة الشعب السوري الشقيق ، مشيرا إلى أن هذه المشاركة جاءت بدعوة من روسيا. وبخصوص القمة العربية المقبلة قال وزير خارجية الأردن إنه بحث مع شكري الاستعدادات الخاصة بالقمة العربية ، معربا عن أمله في أن تكون القمة محطة في جهد حقيقي للتعامل مع القضايا المشتركة والارتقاء إلى طموحات الشعوب في تقديم عمل عربي مشترك فاعل.