روى الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، موقف الصحابة -رضي الله عنهم- حينما علموا بوفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، مشيرًا إلى أن حب عمر بن الخطاب الشديد الجارف للرسول -صلى الله عليه وسلم- جعله لا يصدق أن محمدًا قد مات. وقال «هاشم» خلال تقديمه برنامج «قراءات في كتب السنة»، إن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وقف يقول للناس: «إن رجالًا من المنافقين يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مات، لكن ذهب إلى ربه كما ذهب موسي بن عمران، فغاب عن قومه أربعين ليلة، ثم رجع إليهم بعد أن قيل: قد مات. ووالله، ليرجعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم يزعمون أنه مات». وأضاف أن أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- حينما علم بما يفعله عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، فقال أبو بكر: اجلس يا عمر، فأبي عمر أن يجلس، فتشهد أبو بكر، فأقبل الناس إليه، وتركوا عمر، فقال أبو بكر: أما بعد، من كان منكم يعبد محمدًا صلى الله عليه وسلم فإن محمدًا قد مات، ومن كان منكم يعبد الله فإن الله حي لا يموت، قال الله: «وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ» سورة آل عمران الآية 144. وأشار إلى ابن عباس -رضي الله عنه- وصف حال الناس بعد سماع الآية قائلًا: «والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر، فتلقاها منه الناس كلهم، فما أسمع بشرًا من الناس إلا يتلوها». وألمح إلى موقف عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بعد سماع الآية، فقال الفاروق عمر: «والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها، فعقرت حتى وقعت إلى الأرض ما تحملني رجلاي، وعرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات».