طالب الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، المصريين بالتفاؤل وعدم التشاؤم من ابتلاء زيادة الأسعار وتدهور الحالة الاقتصادية، منبها على ضرورة الابتعاد عن وصف العام السابق بأنه «نحس». وأضاف «عاشور» خلال لقائه ببرنامج «أحوالنا» أن المسلم مطالب شرعًا بعدم اليأس، وشكر الله تعالى على نعمه في السَرَّاءُ والضراء، تنفيذا لقول رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم: «عَجَبًا لأمرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ وليسَ ذلكَ لأحَدٍ إلا للمُؤْمنِ إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ». رواهُ مُسْلِمٌ. وأوضح أنَّ المؤمنَ الكاملَ يشكر الله تعالى في الحالَينِ، إِنْ أصَابتهُ نِعْمَةٌ بَسْطٌ وَرَخَاءٌ في الرِّزْقِ، وإنْ أصَابَتهُ ضَرَّاءٌ أيْ بليةٌ ومُصِيبةٌ يصْبرُ ولا يَتسَخّطُ عَلى ربِّه بلْ يَرْضَى بقَضَاءِ ربِّه فيكونُ لهُ أجْرٌ بهذِهِ المصيبةِ. وأشار مستشار المفتي، إلى زيادة الأسعار وظهور المتطرفين فكريا يعد ابتلاء قد يكون لرفع الدرجات أو تكفير ذنوب أو غير ذلك، ناصحًا بأنه على المسلم أن يصبر عليه ويأخذ بالأسباب ولا يتشاءم حتى على لا يزداد الابتلاء عليه. وحذر عاشور، من ترديد البعض مقولة «زمن شؤم أو نحس»، مشددًا على أن هذا اعتراض على حكم الله تعالى، لأن الزمن لا يفعل شيئًا بل الذي يفعل هو الله تعالى، مستدلًا بما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم يسبّ الدّهر وأنا الدّهر أقلّب الليل والنهار»، وفي رواية: «لا تسبّوا الدّهر فإنّ الله هو الدّهر»، منبها على أن الدُر لا ينسب إلى الله تأدبًا مع الخالق -جل شأنه-، ولكن ينسب إلى الإنسان الذي فعل ذلك. وتفاءل الدكتور مجدي عاشور، قائلًا: ينبغي علينا أن ننظر إلى الغلاء في 2016، في ضوء قوله تعالى: «إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا»، موضحًا أن العُسر يصاحبه دائمًا اليُسر، فتأتي معه الانفراجة وليست بعده، والدليل وجود «مع» في الآية. وأوضح مستشار المفتي، أن العسر الموجود الآن في مصر بسبب غلاء الأسعار معه «يُسر» وهو الأخذ بالأسباب وأن يزيد الناس من إنتاجهم وأعمالهم لحل الأزمة.
