أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي، مثل "فيس بوك" و"تويتر" و"إنستجرام" وغيرهم، في وقتنا الحالي جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وربما لا يمكن للكثيرين تخيل حياتهم بدونها؛ لكن هل تساءلت يوما ماذا يمكن أن يحدث لك إذا توقفت تماما عن استخدام مواقع التواصل، حتى ولو لفترة قصيرة؟ وفي ذلك الشأن نشرت مجلة "Reader's Digest" الأمريكية تقريرا يتناول ما يمكن أن يحدث للفرد إذا أقلع تماما عن استخدام وسائل التواصل، كما يلي: 1. سوف تنجز مهاما أكثر وبشكل أسرع: عندما لا تضطر للقلق بشأن تفقد هاتفك المحمول الذي يرن مرارا وتكرارا عند تلقيك رسالة أو إشعارا عبر مواقع التواصل، فستجد أن مستوى إنتاجك في العمل ازداد إلى حد كبير؛ فمشكلة مواقع التواصل الاجتماعي هي أنها تقوم بإزعاجنا ومقاطعتنا بشكل مستمر. وعندما ينشغل الفرد بأمر آخر خلال أداء عمله، كتفقد إشعارات مواقع التواصل بين كل حين وآخر خلال العمل على مشروع ما، فإن ذلك يقلل من معدل إنتاجيته بنسبة 40%، وذلك وفقا لاحصائية للجمعية الأمريكية لعلم النفس. 2. سوف تصبح أكثر إبداعا: هل وجدت نفسك يوما عاجزا عن التفكير أو الإبداع خلال عملك على مشروع أو مهمة ما؟ ربما يبدو ذلك غريبا، لكن يحتمل أن يكون ذلك بسبب مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يعتقد خبراء التواصل أن مفتاح التوصل إلى أفكار إبداعية يكمن في محاولة الفرد الحصول على استراحة من عمله كل حين وآخر، وقضائها في أي شئ غير تصفح مواقع التواصل، كالذهاب في نزهة أو حتى الاستغراق في أحلام اليقظة. فوسائل التواصل الاجتماعي وإشعاراتها المتتالية تتداخل مع قدرتك على الإبداع، ولذلك ففي حال توقفك عن استخدامها، فأنت تتخلص تماما من ضجيج إشعاراتها، مما يساعد على تعزيز قدرتك الإبداعية. 3. ربما تشعر بالتوتر والقلق في البداية: بالرغم من أن التوقف عن استخدام مواقع التواصل له تأثير إيجابي على الفرد على المدى الطويل، إلا أنه من المحتمل أن يشعر الفرد بالقلق والتوتر فور إقلاعه عنه؛ وتنتج تلك المشاعر عن انسحابه أو تخلصه من الشعور بأنه "متصل دائما". وفي حال كان الشخص يستخدم مواقع التواصل بشكل مكثف، يصل إلى درجة الإدمان، فإن ذلك يتسبب في ارتفاع نسبة الدوبامين بالمخ لديه، والدوبامين عبارة عن مادة كيميائية تتفاعل في الدماغ لتؤثر على كثير من الأحاسيس والسلوكيات بما في ذلك الانتباه والتوجيه وتحريك الجسم، ولذلك فعندما يتوقف ذلك الشخص عن استخدام مواقع التواصل تماما، فإن ذلك يتسبب في شعورا بالانسحاب. لكن لحسن الحظ فإن تلك المشاعر لا تستمر سوى لبضعة أيام بعد التوقف عن استخدام مواقع التواصل. 4. سيقل شعورك بالضغط والاجهاد والتوتر: نظرا لأنه أصبح من السهل الدخول على مواقع التواصل الاجتماعي في أي وقت وأي مكان، تولد لدينا احساس بأننا "مجبرين" على تفقد صفحاتنا الشخصية طوال ال24 ساعة لنكون على إطلاع بما يحدث. ووفقا ل"ديفيد جرينفيلد"، أستاذ الطب النفسي بجامعة "كونيتيكت" الأمريكية، فإن ذلك الدافع الذي يتولد لدى البعض لكي يكونوا على إطلاع بما يجري على الإنترنت طوال الوقت يؤدي إلى زيادة نسبة "الكورتيزول"، هرمون التوتر، وهو ما يؤثر بدورة سلبا على المخ، ويمكن أن يتسبب في ضعف الذاكرة وزيادة فرص الإصابة بالاكتئاب. لذلك فإن الابتعاد عن مواقع التواصل يجعلك أكثر هدوءا وتركيزا. 5. سوف يزداد شعورك بالسعادة والثقة بالنفس: غالبا ما يميل مستخدمي مواقع التواصل إلى مشاركة اللحظات السعيدة والمثيرة في حياتهم، والتي يريدون أن يراها الآخرون، ربما يبدو ذلك الأمر غير مؤذيا بالمرة، لكن بالنسبة للبعض، فإن رؤية الآخرين في أفضل حالاتهم فقط، يولد لديهم شعورا بالنقص وبأنهم أقل من نظائرهم، وقد يقارنون إنجازاتهم وما حققوه بما حققه الآخرون، وهو ما يمكن أن يتسبب في إصابتهم بالاكتئاب. وعند الإقلاع عن استخدام مواقع التواصل، فإن قيام الفرد بعقد مقارنات اجتماعية بينه وبين غيره يقل إلى حد كبير، مما يساهم في زيادة شعوره بالسعادة والثقة بالنفس. 6. سوف تحصل على قسط أكبر من النوم: هل سبق وأن فكرت ذات ليلة في تفقد إشعارات مواقع التواصل الاجتماعي لدقيقة قبل الخلود إلى النوم، ثم وجدت نفسك قد قضيت ساعة أو أكثر في تصفح "فيس بوك" مثلا، وتجاوزت موعد نومك؟ أوضح "جرينفيلد" أنه أصبح من الشائع لدى الكثيرين أن يقوموا بتصفح مواقع التواصل لساعة أو اثنين قبل النوم وهم في السرير، أي ما يعادل 15 ساعة أسبوعيا، وبذلك فإن مواقع التواصل تقتنص من وقت نومهم، وفي حال توقفوا تماما عن استخدام مواقع التواصل، فإن ذلك سيساعدهم على الحصول على قسط أكبر من النم والراحة. 7. يساعدك على تقوية علاقاتك الاجتماعية بالآخرين: الإقلاع عن استخدام مواقع التواصل من شأنه أن يدفعك على التركيز على تعزيز علاقاتك الاجتماعية بالآخرين المحيطين بك في العالم الواقعي وليس الافتراضي؛ وبشكل عام فإن العلاقات الاجتماعية من أهم العوامل التي تحافظ علي رفاهية الفرد وصحته النفسية.
