أيام معدودة وتهبط طائرة 2016 فى مطار التاريخ ب "شرها وخيرها" .. كانت حمولتها هى الأسوأ بالنسبة لقطاع الطيران المدنى فى مصر وعلى مدار تاريخ صناعة النقل الجوى حيث بدأت السنة الكبيسة بتداعيات سقوط الطائرة الروسية بوسط سيناء 31 أكتوبر 2015 والتى كان على رأسها توقف حركة الطيران والسياحة إلى منتجعات البحر الأحمر خاصة من روسيا وبعض الدول الأوروبية. من خلال سجلات الأحداث التى حدثت فى قطاع الطيران المدنى فشلت جهود وزارة الطيران المدنى فى تلافى تداعيات الكارثة الجوية وإقناع الجانب الروسى بإستئناف حركة الطيران وتسبب الأمر فى الإطاحة بوزير الطيران الطيار" حسام كمال " وتعيين " شريف فتحى " وزيرا للطيران فى مارس الماضى والذى كان يعمل رئيسا للشركة القابضة لمصر للطيران. وبدأ "فتحي" عمله بسلسلة تغييرات شملت تعيين "صفوت مسلم" رئيسا للشركة القابضة، ثم إجراء تغييرات فى قيادة المطارات وبعض شركات مصر للطيران أملا فى تجاوز حالة التردى فى قطاع الطيران المدنى ليصاب القطاع بصدمة مفاجئة فى أقل من أسبوع من تولى الوزير الجديد، حيث تم إختطاف طائرة لمصر للطيران بعد إقلاعها من مطار برج العرب فى طريقها للقاهرة فى 29 مارس الماضى لتبدأ سلسلة من التداعيات حول إجراءات الأمن بالمطار ويتم إستسلام المختطف لرجال الأمن فى قبرص ومحاكمته فى الوقت الذى طالبت فيه مصر بتسليمه. سقوط طائرة باريس لم تقتصر كوارث 2016 على إختطاف طائرة برج العرب ولكن قطاع الطيران أصيب بكارثة أفدح بسقوط طائرة مصر للطيران خلال رحلتها من باريس إلى القاهرة فوق مياه المتوسط فى 19 مايو الماضى لتبدأ تداعيات جديدة على حركة الطيران والسياحة إلى مصر وتستمر التحقيقات طوال الشهور الماضية حتى صدور آخر بيان برقم 26 منتصف ديسمبر الحالى والذى تضمن الآتى : ورد إلى الإدارة المركزية للحوادث تقارير الطب الشرعى بجمهورية مصر العربية بشأن جثامين ضحايا الطائرة وقد تضمنت الإشارة الى العثور على آثار مواد متفجرة ببعض الرفات البشرية الخاصة بضحايا الحادث وتطبيقا للمادة رقم (108) من قانون الطيران المدنى رقم 28 لسنة 1981 و المعدل بالقانون رقم 136 لسنة 2010 و التى تقضى بأنه إذا تبين للجنة التحقيق الفنى وجود شبهة جنائية وراء الحادث وجب عليها ابلاغ النيابة العامة وعليه فإن لجنة التحقيق الفنى قد أحالت الأمر إلى النيابة العامة كما وضعت اللجنة الفنية خبراتها تحت تصرف النيابة. تأخر خطط التطوير لم يقتصر سوء 2016 على الإختطاف والكوارث الجوية ولكنه تضمن تأخر خطط التطوير فى عدة مشروعات تطوير بالمطارات وكان أبرزها تأخر تشغيل مبنى الركاب رقم 2 بمطار القاهرة بسبب عدم توفير كل الإشتراطات اللازمة لعدد من شركات الطيران حيث كان من المقرر تشغيل المبنى أوائل 2016 وتأجل حتى قبل نهاية العام بعدة أسابيع كماإنخفضت إيرادات عدد من الشركات التابعة للقطاع بسبب إنخفاض حركة الطيران والسياحة خاصة إلى المنتجعات السياحية كما تأخرت بعض مشروعات التطوير فى المطارات الداخلية أيضا من بينها مطار النزهة بالإسكندرية وإنشاء مبنى جديد بمطار شرم الشيخ بعد تراجع بعض مؤسسات التمويل الدولية عن توفير التمويل اللازم له. الهاجس الأمنى بعد سقوط الطائرة الروسية وتحجج بعض الدول عن إستئناف رحلاتها بدعوى وجود مخاطر أمنية وعدم توفير التأمين اللازم للطائرات والسياح إهتم قطاع الطيران المدنى فى مصر بالجانب الأمنى وتلبية طلبات روسيا والدول الأوروبية وفى تطور غريب تقرر إسناد مهمة تأمين المطارات لشركة خاصة ووقع الإختيار على شركة " فالكون " وبدأت العمل بتأمين مطار شرم الشيخ وسط تضارب فى الإختصاصات. ويتم حاليا الإعداد لتشغيل الشركة فى مبنى الركاب رقم 2 بمطار القاهرة وسط محاذير عديدة من خطورة هذه الخطوة والتى إنتقدها بعض خبراء الطيران وطالبوا بتدريب الكوادر الأمنية الموجودة وتزيدهم بأحدث الأجهزة الإلكترونية لزيادة تأمين المطارات، حيث بدأ قطاع الطيران المدنى فى وضع خطة تتكلف حوالى 282 مليون دولار لتزويد مطارات مصر بأحدث أجهزة الفحص بالأشعة للحقائب والبضائع وإستخدام رادارات وكاميرات مراقبة لتحصين المطارات فى مصر وهى خطوة محمودة وضرورية. فشل موسم العمرة من علامات سوء 2016 فشل موسم عمرة المولد النبوى والذى كان يعد بدايات مواسم العمرة طوال عام تتحقق فيه طفرة فى حركة الطيران والركاب وتزين صالات المطار بملابس المعتمرين البيضاء، حيث لم تشهد الصالات خلال موسم العمرة أي رحلات إضافية خلال الموسم لتحقق فشلا كبيرا قد يمتد طوال مواسم العمرة القادمة حتى رمضان القادم وذلك بسبب تداعيات سعر صرف الجنيه وإرتفاع تكلفة رحلة العمرة لأكثر من الضعف فى المواسم السابقة ووصول الريال السعودى لأكثر من خمسة جنيهات ولم يقتصر الأمر على رحلات العمرة بل طال أثر هذه الأسباب بعض شركات الطيران الخاصة والتى إضطرت لإلغاء عدد من رحلاتها بشكل يومى يصل فى بعض الأحيان إلى 6 رحلات لشركة طيران واحدة مثل طيران " المصرية العالمية ". تعيينات عشوائية من علامات سوء 2016 حدوث تغييرات وتعيينات عشوائية جانبها الصواب فى حالات كثيرة بدأت بتغيير رؤساء شركة ميناء القاهرة الجوى ثم الشركة المصرية للمطارات والشركة القابضة للمطارات وبعض شركات مصر للطيران وإعتمدت قيادات وزارة الطيران على توصيات الأجهزة الأمنية والرقابية دون الإعتماد على الكفاءات لذلك جاء الأداء على أسوأ ما يكون وينافس ويناسب سوء 2016 فى كل قطاع الطيران المدنى كما تم إستبعاد بعض الكفاءات لأسباب واهية دون التحقق منها سواء كانوا فى مصر للطيران أو المطارات مماينذر بتداعيات أخطر على صناعة النقل الجوى فى مصر. 2017 تحمل الخير للطيران رغم هذا السوء والضرر الذى تعرض له قطاع الطيران المدنى فى مصر خلال 2016 إلى أن طائرة 2017 والتى تصل خلال أيام تحمل بين حمولتها الخير الكثير من أرزه قيام وفد أمنى روسى بإجراء مراجعة أخيرة لإجراءات التأمين فى مطار القاهرة وبعض المطارات الداخلية إستعدادا لإستئناف حركة الطيران والسياحة الروسية إلى مصر خلال الأسابيع الأولى من العام الجديد وهو ماتؤكد حدوثه بعض المصادر فى سلطة الطيران المدنى المصرى. وسيتم خلال الأسابيع الأولى من 2017 إستكمال نقل 15 شركة طيران إلى مبنى الركاب رقم 2 والذى تم نقل 6 شركات طيران إليه حتى الآن وهى رحلات الخطوط الكويتية والجزيرة والأردنية والمغربية والبريطانية والخطوط السعودية مع وضع خطة لإعادة إستخدام إمكانيات مبنى الركاب رقم 1 بعد إكتمال نقل 15 شركة طيران منه. أسطول مصر للطيران كما تحمل أوراق 2017 الكثير من الخير لشركة مصر للطيران حيث سيتم خلاله إستكمال إستلام الشركة صفقة طائراتها الجديدة من طراز بوينج 737\800 والتى بدأتها قبل أيام بإستلام أول طائرة من بين 9 طائرات بقيمة 684 مليون دولار مع إتخاذ عدة خطوات فى إطار تخفيض المصروفات وتعظيم الإيرادات قد يكون بينها دمج بعض الشركات وحدوث تغييرات فى القيادات ومنح العناصر الشابة والكفاءات الفرصة للمساهمة فى تطوير مصر للطيران خاصة وأنها بدأت فى التعافى من الخسائر التى لحقت بها منذ يناير 2011. حالة التفاؤل من 2017 أكدها اللواء " محمد كامل " رئيس الشركة المصرية لخدمات الطيران EAS والذى قال : توجد مؤشرات إيجابية بزيادة حركة الطيران والسياحة بمطارى شرم الشيخوالغردقة خلال 2017 وحدوث طفرة فى حركة شركات الطيران التى تخدمها الشركة بالمطارين وإنشاء أول مركز تدريبى للخدمات الأرضية بمطار القاهرة لخدمة شركات المنطقة وتقديم خدمات أمنية جديدة لتأمين حقائب شركات الطيران وتتواجد أنشطة للشركة فى مطارات شرم الشيخوالغردقة والأقصر وبرج العرب وفى مطار مرسى علم بالتعاون مع مجموعة الخرافى ومن واقع سجلات أداء الشركة بدأنا التعافى فى مطارى الغردقةوشرم الشيخ منذ حوالى شهر بعد فترة هبوط كبيرة وشهدت الخدمة تحسنا كبيرا فى مطارى شرم الشيخوالغردقة. مع هبوط طائرة 2016 الإضطرارى والمرهق نأمل أن تحمل رحلة 2017 الخير لقطاع الطيران المدنى ولصناعة النقل الجوى ولحركة السياحة والتنمية فى مصر.