البيت الأبيض: ندرك تزايد خطر احتمال وقوع هجمات خلال الانتخابات خبراء يحذرون من هجمات إلكترونية "كابوسية" تزايدت أجواء الإثارة التى تحيط بالانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في 8 نوفمبر المقبل، والتى من المقرر أن يختار الأمريكيون مابين الديمقراطية هيلاري كلينتون والجمهوري دونالد ترامب، فالسلطات الأمريكية أعلنت عن رفع درجة الاستعداد تحسبا لشن تنظيم القاعدة هجمات متزامنة مع عملية التصويت، بينما تبادلت واشنطن وموسكو الاتهامات بشن قرصنة إلكترونية. وحذر مسؤولون في أجهزة الأمن الأمريكية أن من المحتمل أن يكون تنظيم القاعدة يخطط لشن هجمات إرهابية في عدة ولايات كبرى في يوم الانتخابات الرئاسية، وقال مكتب التحقيقات الاتحادي وشرطة نيويورك إنهم يأخذون التهديدات على محمل الجد، حيث يتم تقييم مصداقية أي هجوم محتمل عشية يوم الانتخابات. وأشار مسؤولون إلى أن محققين في مكافحة الإرهاب يعكفون على مراجعة المعلومات التي تفيد بأن جماعة مسلحة تخطط لضرب نيويورك وتكساس وفرجينيا، على الرغم من عدم وجود مواقع محددة كأهداف للهجمات. وقال البيت الأبيض إنه "يدرك" تزايد خطر احتمال وقوع هجمات خلال الانتخابات، وكان على بينة من التهديدات التي تحيكها مؤامرات تنظيم القاعدة الإرهابي، وأكد مسؤولون في نيويورك أنهم على دراية بأي تهديد محتمل. وقامت أجهزة الأمن بتحذير هيئة موانئ ومطارات نيويورك ونيو جيرسي، التي تدير المطارات والأنفاق والجسور في جميع أنحاء مدينة نيويورك من أي خطر بشن هجمات ضد أهداف محتملة لمرافقها. وقال مسؤول أمني: "إننا نواصل وبدرجة حالية تسيير الدوريات في جميع منشآتنا" ممتنعا عن عن تقديم مزيد من التفاصيل حول التحذير. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، حذرت الشرطة من استهداف "مراكز الاقتراع" والتي ينظر إليها على أنها "أهداف ملفتة" لهجمات "الذئاب المنفردة". وقال مسؤولون إنهم بصدد تقييم التهديدات الأمنية المحتملة قبل الأحداث الكبرى وبشكل منتظم. وأكد مسؤول كبير في مكتب التحقيقات الفيدرالي لوسائل إعلام أمريكية أن أجهزة الأمن متيقظة بشكل جيد لصد أي هجمات تستهدف الولاياتالمتحدة، حيث يتم النظر في المعلومات الاستخباراتية بشكل يومي بهدف استباق وتعطيل أي تهديد محتمل للأمن العام. وفي غضون ذلك، حذر خبراء من هجمات إلكترونية "كابوسية" على الولاياتالمتحدة مع انطلاق الانتخابات الرئاسية مما قد يؤدي إلى تخريب العملية الانتخابية، وزادت المخاوف من استهداف الانتخابات "إلكترونيا" خلال الأسبوعين الماضيين، عندما أدت هجمات إلى توقف مئات المواقع المشهورة، من بينها نيتفليكس وإيباي، إضافة إلى انهيار الإنترنت بالكامل في دولة ليبيريا. ويزخر الإنترنت بالفعل بالعديد من المعلومات المحرجة عن مرشحي الرئاسة الأمريكية والتي تم تسريبها عبر أنشطة تجسسية، فهناك العديد من المقاطع المسربة للجمهوري دونالد ترامب وهو يدلي بتصريحات جنسية مسيئة بشأن المرأة، بينما تم تسريب آلاف الرسائل الإلكترونية من بريد الديمقراطية هيلاري كلينتون، والتي كشفت بدورها عن فضائح عدة داخل المعسكر الديمقراطي، لكن الخوف مما قد يحدث لاحقا. ففي أسوأ السينارويوهات، قد يشن القراصنة هجوما شاملا، لتخريب آلات التصويت، ونشر وثائق حقيقية أو مزيفة عن أحد المرشحين، وإسقاط العديد من المواقع الإلكترونية التي تقدم معلومات حيوية عن عملية التصويت والنتائح. وحذر خبراء الأمن والمخابرات بأنه من المحتمل جدا أن يحاول القراصنة التأثير على نتائج الانتخابات عبر تسريب غير قانوني لمعلومات تضر بأحد المرشحين، وربما يحاول القراصنة زعزعة ثقة الناخبين في العملية الانتخابية، عبر تسريب غير دقيق لنتائج الفرز الأولي، أو نشر معلومات مضللة بالإضافة إلى تعطيل عملية نشر النتائج الأولية على المنصات المختلفة والمعتمدة لدى الجمهور الأمريكي. وبينما هجمات مماثلة لا تعد تهديدا لشرعية الانتخابات، فإن وجود ادعاءات مسبقة بإمكانية تزوير الانتخابات، سيؤدي إلى مزيد من الاضطراب وقد يصل ذلك إلى طعن أحد المرشحين في النتائج. وفي سياق متصل، نقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن متحدث باسم الرئاسة الروسية قوله إن الأجهزة المختصة تعمل على حماية الأنظمة المعلوماتية، وذلك بعد تقارير عن تعرض "أنظمة قيادة الكرملين" للاختراق من "قراصنة أمريكيين". وذكرت الوكالة على موقعها الإلكتروني إن الرئاسة الروسية علقت "على ما أعلنه الإعلام الأمريكي من أن قراصنة كمبيوتر أمريكيين تمكنوا من اختراق أنظمة قيادة وسيطرة الكرملين". وقال الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، "يتم اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية البلاد وأنظمتها المعلوماتية من الهجوم الإلكتروني"، مشيرا إلى أن الخطوات "تتناسب مع التهديدات التي يطلقها مسؤولو الدول الأخرى الرسميون ضد روسيا". وأوضحت سبوتنيك أن قناة "أن.بي.سي" الأمريكية قالت إن "القراصنة جعلوا البنى التحتية الروسية سهلة التعرض لسلاح إلكتروني أمريكي سري في حال رأت الولاياتالمتحدة ضرورة استخدامه". وأشارت الوكالة الروسية إلى أن القناة الأمريكية أكدت أن "واشنطن ليست مستعدة لاستخدام هذا السلاح إلا عند الضرورة القصوى في حال تعرضت الولاياتالمتحدة إلى هجوم خطير". ويتهم مسؤولون أمريكيون روسيا بالوقوف وراء عمليات اختراق أخيرة للبريد الإلكتروني استهدفت مسؤولي الحزب الديمقراطي، وسط احتدام المنافسة في الانتخابات الرئاسية بين كلينتون وترامب.