خبراء : الأكراد تمثل هاجسا وقلقا كبيرين لأنقرة حزب الشعوب الديمقراطي ذراع سياسية للأكراد عملية "الرقة" وراء التصعيد ضد الأكراد بتركيا ألقت قوات من الشرطة التركية القبض على 11 نائبًا من حزب الشعوب الديمقراطى في البرلمان التركي، تمهيدا لإحالتهم إلى القضاء "في إطار التحقيقات المتعلقة بمكافحة الإرهاب" بسبب عدم ذهابهم للإدلاء بأقوالهم، في النيابات العامة، حول التحقيقات المتعلقة بأحداث الشغب بتاريخ 6 و7 و8 أكتوبر 2014" , وفى التحقيق التالى نوضح أسباب تصعيد أنقرة وتيرة العنف وحملة الاعتقالات الموسعة تجاه الأكراد وما هى حقيقة الأمر . قال الدكتور كرم سعيد الباحث المتخصص بالشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن اعتقال أردوغان ل11 نائبا كرديا وعلى رأسهم رئيس حزب الشعوب الديقراطي النائب صلاح الدين دمرتاش لم يكون بالإجراء الأول من نوعه. وأضاف سعيد فى تصريحات خاصة ل"صدى البلد" أن أردوغان قام قبل ذلك بإغلاق 100 مؤسسة صحفية وقناة فضائية واعتقال العشرات من الصحفيين وأصحاب الرأي بعد محاولة الانقلاب الفاشلة فى 15 و16 يوليو الماضى وهذه تعتبر إجراءات استثنائية. وأكد سعيد انه بعد صعود الأكراد فى سوريا ودعم أمريكا لهم ووعود هيلارى كلينتون بدعمهم فى حال فوزها فى السباق الرئاسى الأمريكى أصبح يمثل هاجسا وقلقا كبيرين لأنقرة. وأوضح صلاح لبيب الباحث في الشأن التركي، إن اعتقال أردوغان 11 نائبا كرديا يأتى في إطار اتهامهم قديما بدعمهم لبعض الكيانات الإرهابية التى تهدد السلطة فى تركيا. وأضاف لبيب فى تصريحات خاصة ل"صدى البلد"، أن السلطات التركية تعتبر الآن حزب الشعوب الديمقراطى هو الواجهة السياسية لحزب العمل الكردستانى؛ لذلك أصبح هناك محاربة ومواجهة مباشرة لهم ورفع الحصانة عن معظم أعضائها لاعتقالهم وبدء التحقيق معهم. وأوضح لبيب أن كل هذه الإجراءات أدت إلى حدوث حالة من التوتر الداخلى للبلاد، وعلى إثرها تم إغلاق "واتس" و"تويتر". وأكد محسن عوض الله، الباحث فى الشأن الكردي، أن الحملات المستمرة التي تقوم بها الدولة التركية ضد الأقلية الكردية والتي كان آخرها اعتقال الزعيم الكردي صلاح الدين ديمرتاش تأتي فى سياق معركة لن تنتهي بين الطرفين. واعتبر عوض الله فى تصريحات ل"صدى البلد" أن صراع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع الأكراد معركة لا فائز فيها، فسنظل فى دوامة اعتقالات يشنها النظام ضد القيادات يقابلها الأكراد بتفجيرات كما حدث اليوم فى ديار بكر عقب اعتقال ديمرتاش. وأشار إلى أن الإجراءات التركية بحق الأكراد تأتي بعد أيام من توافق أمريكي كردي برفض مشاركة الأكراد فى تحرير مدينة الرقة السورية بعد أن سبقها رفض الحكومة العراقية مشاركة القوات التركية فى معركة الموصل. ويري الباحث أن اعتقال رئيس حزب الشعوب سيجلب لتركيا متاعب دولية فى ظل وجود رفض غربي للإجراءات التى يتخذها النظام بحق الأكراد، كما أن ديمرتاش يعتبر شخصية معروفة دولية بعد النتائج التي حققها حزبه فى الانتخابات النيابية قبل الأخيرة متوقعا أن يتم اطلاق سراحه قريبا. وشدد الباحث على ضرورة اقتناع تركيا بحق الأكراد فى الحياة والقبول بمشاركتهم فى الحياة السياسية فى ظل صعوبة القضاء عليهم فضلا عن تمتعهم بدعم أمريكي قوي.